القاهرة – مصطفى عمارة
شهدت السنوات الاخيرة تفاقم ازمة الطلاق بين الاسر المصرية بصورة تهدد كيان تلك الاسر وتماسكها وفقا للاحصائات الرسمية التى اصدرتها عدة مراكز بحثية فى مصر فان هناك 9 ملايين طفل عانوا من انفصال والدهم ووفقا لتقرير اصدرة الجهاز المركزى للتعبئة والحصاء فان هناك 44 حاله طلاق من كل 100 عقد زواج وان نسبة الطلاق ازدادت خلال عام 2017 الى اكثر من 198 الف حالة طلاق لزيادة 3.2 % عن عام 2016 فى المقابل انخفضت نسبة الزواج فى العام ذاته عن عام 2016 الى نسبة 2.8 % ووفقا لاحدث احصائية عن الزواج والطلاق فان هناك 140 الف حاله طلاق فى الفئة العمرية من 30 – 35 سنه وان هناك 108 الف حالة طلاق بالحضر مقابل 90 الف حالة طلاق بالريف ومن الظواهر اللافتة للنظر ان هناك اعداد كثيرة من المط\لقات حديثى العهدبالزواج والتى لم يمر على زواجهن سنوات قليلة او ربما ايام وامتد تلك الظاهرة لتشمل ايضا حالات طلاق بين ازواج امضوا سنوات طويلة وربما اصبح لهم احفاد او ابناء على وشك الزواج وعن اسباب تلك الظاهرة. وفى استطلاع للراى اجريناه حول اسباب تفشى تلك الظاهرة قالت د/ نوران فؤاد استاذ علم الاجتماع الى ان االانفصال السريع له اسباب متعددة على رأسها سوء اختيار شريك الحياه والتركيز على المظهر دون الجوهر فضلا عن عدم ادراك مسئولية الحياة الزوجية ويتفق معها فى الرلأى د/ إبراهيم مجدى استاذ الطب النفسى واضاف ان اخطر ما يواجه المجتمع حاليا هو التسويق لفكرة الطلاق من خلال الاعمال الدرامية فى وسائل الاعلام وزاعتباره امر طبيعى وشائع والترويج الى ان الطلاق يعكس قوة واستقلال المرأة ،واتفق معه فى الراى د/ محمد عبد العاطى عميد كلية الدراسات الاسلامية بالقليوبية والذى اضاف انه بالاضافة لدور وسائل الاعلام السلبى فى انتشار تلك الظاهرة فان هناك اسباب اخرى منها المشكلات الاقتصادية والاجتماعية فضلا عن غياب البعد الدينى فى اختيار شريك الحياة والتركيز على البعد الظاهرى الى ارتفاع معدلات الخيانه الاكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعى ولجوء الزوجين الى علاقات غير مشروعه من خلال تلك المواقع .
وكشفت ابحاث لمركز البحوث الجتماعية والجنائية ان 21 الف دعوى طلاق تم رفعها امام محاكم الاسرة فى الفترة ما بين 2011 – 2013 بسبب انشغال احد الزوجين بمواقع التواصل الاجتماعىواقامة علاقات غير مشروعة من خلالها وعن علاج تلك الظاهرة طرح اشرف موسى مأذون شرعى مبادرة معا لندرك الاسر المصرية لتأهيل المقبلين على الزواج نفسيا وعلميا ودينيا لواجبات كل زوج تجاه الطرف الاخر ودعا موسى الى ضرورة عودة دور الاسر فى التوجيه والتوعية وان يكون للجهات المسؤولة دور من خلال ادخال الارشاد الاسري الى المدارس والجامعات حتى يتحقق استقرار المجتمع .
فى السياق ذاته كشف النائب عبد المنعم العلمى عضو اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب انه يجرى حاليا اعداد قانون خاص لتوثيق حالات الطلاق والتزام الزوج بتأدية الحقوق الشرعية للزوجه والاطفال فى حالة الطلاق لان الاطفال هم المتضرر الرئيسى من تلك الظاهرة كما طرح المجلس القومى للمرأه مبادرة للمقبلين على الزواج تحت عنوان معا لنحي ويهدف البرنامج الى مساعدة الشباب من الجنسين على التعرف على المشاكل التى يمكن ان يتعرضوا لها فى السنوات الاولى مع شريك الحياه كما يتضمن البرنامج كيفية التعامل مع الاولاد وتأثيرهم على الحياه الزوجيه وكيفية تعامل الزوجة مع اهل الزوج وبالعكس خاصة ان المجلس يعكف حاليا على مقترح تعديل قانون الاحوال الشخصية والخروج بقانون يراعى المصلحة الفضلى للطفل والاسرة لان الاطفال هم مستقبل مصر.