ترميم العلاقة مع السعودية أم تأجيل الصراع؟

ترميم العلاقة مع السعودية أم تأجيل الصراع؟
فاتح عبدالسلام
زيارة الوفد الرئاسي العراقي الى السعودية مهمة بكل المقاييس،لكنها غيرحاسمة في غلق ملفات أساسية وأهمها ملف التعايش ضمن الاقليم الواحد في تفاهم يمنع الدخول في محاور اقليمية في قضايا الصراعات المسلحة التي تهيمن على المنطقة . ما معنى أن يتصافى البلدان في علاقاتهما الثنائية المباشرة ويتصادمان في الميدان السوري أو اللبناني ؟.
الاشارة الأولى ومعها المصادر تؤكد كلها أن المرجعية الدينية الشيعية في النجف شجعت على الزيارة ،وهي التي يستضيء النظام السياسي الحالي في العراق بتوجيهاتها ويسعى حكامه الى نيل رضاها أو التقرب منها لاسيما في مفارق الطرق والأيام والأحداث وأحيانا في مواسم الافلاس السياسي وتردي السمعة أمام الشعب. وهذا التشجيع أمر فيه حكمة كبيرة ،ولكن في عالم السياسة ليس هناك شيء عفوي وخطوة من دون ثمن أو موقف يصدر في الفراغ من دون علاقته بالمحيط الداخلي أو الخارجي. والسعودية تتصرف في العلاقة مع العراق وكأنها وجه آخر للعلاقة مع ايران، ولن يؤثر في ذلك كل الشكليات التي تعتري الوضع السياسي في العراق كوجود رئيس كردي سني أو تبديل رئيس الحكومة السابق صاحب خراب العلاقات مع السعودية وعموم الخليج.
اللف والدوران يمكن أن يحدث في العلاقات العراقية الأمريكية أو العلاقات مع أية دولة وقد تستمر الأمور في السير المنتظم إلا بين العراق والسعودية ، حيث أزمات كبرى وكثيرة اعترت العلاقات بينهما ليس في خلال الحكم الشيعي ببغداد اليوم ولكن منذ وجود الحكم العلماني السابق الذي ما عاش علاقات طبيعية مع السعودية بمعنى حقيقي سوى في فترة الثمانينات بفعل الخوف من جمهورية الامام الخميني الصاعدة وقتها حاملة شعارات تصدير الثورة الايرانية .
هل كانت هناك مكاشفة حقيقية في هذه الزيارة ، وهل يعقل أن يكون وفد العراق قد ذهب للتعارف فقط من دون النية في حل المشاكل وغلق الملفات التي من الممكن غلقها بسهولة ولا تحتاج هذه الأزمات المواكبة لها.
استقلالية القرار العراقي على المحك ،فإذا نجحت عملية تطبيق ما أتفق عليه في الزيارة في خلال فترة وجيزة يكون الحكم في العراق قد تبين له الخيط الأسود من الخيط الأبيض من الفجر. أما في حال حصول العكس فإن آخر باب لتصحيح مسار العلاقات يكون قد أوصد الى أجل بعيد.أو في أفضل توصيف يكون هناك اتفاق غير مكتوب لتجميد التصعيد وتحاشي أحدهما للأخر لفترة قد تطول أوتقصر.
AZP20