العالم يقدم مساعدات طارئة ويشارك بجهود الإنقاذ
تركيا وسوريا تشهدان أكبر كارثة عقب زلزال مدمّر وصل إرتداده إلى دول أخرى
بغداد – انقرة – حلب – الزمان
اصبحت تركيا وسوريا فجر امس ،على وقع زلزال مدمر هو الاقوى منذ قرن ،تسبب بكارثة انسانية بعد ارتفاع ضحاياه الى اكثر من 1500 قتيل و8 الاف جريح في كلا البلدين ،ما زال اغلبهم تحت ركام المباني وفي انتظار جهود الانقاذ والاغاثة لاخراج العالقين منهم. وارتفعت حصيلة قتلى الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب شرق تركيا إلى الف قتيل و5385 جريحاً ، وفقاً لبيانات نشرها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اشار خلالها الى (انهيار 2818 مبنى، ما يثير مخاوف من ارتفاع حصيلة القتلى، في الوقت الذي سقط فيه مئات القتلى في سوريا المجاورة). وقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ،تعازيه لرئيسي تركيا وسوريا ،وأكد استعداد بلاده لتقديم مساعدة بعد الزلزال الذي اسفر عن سقوط مئات القتلى في البلدين. في غضون ذلك ، أرسل الاتحاد الأوربي فرق إنقاذ إلى تركيا التي ضربها زلزال عنيف طال سوريا على ما أعلن المفوض المكلف إدارة الأزمات يانيش لينارسيتش.وكتب المسؤول في تغريدة (إثر الزلزال الذي وقع في تركيا فعلّنا آلية الدفاع المدني في الاتحاد وتوجهت فرق من هولندا ورومانيا). من جانبه ،أوضح ناطق باسم المفوضية الأوربية أن (هذه المساعدة تأتي بناء على طلب من تركيا). وعرضت المانيا وإيطاليا وفرنسا مساعدة السكان في المناطق المنكوبة فضلا عن بلجيكا وبولندا وإسبانيا وفنلندا.وغرد المستشار الألماني أولاف شولتس (نتابع الأنباء عن الزلزال في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا وسط حالة من الصدمة، سترسل ألمانيا المساعدة بالتأكيد). من جانبه ،قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن (بلاده مستعدة لتوفير مساعدة عاجلة للسكان في تركيا وسوريا بعد الزلزال العنيف الذي أودى بالمئات في البلدين).
وقتل 592 شخصاً وأصيب المئات بجروح في سوريا جراء الزلزال الذي ضربها فجراً ومصدره تركيا، في حصيلة غير نهائية، بحسب وزارة الصحة السورية وفرق إغاثة. واكدت الوزارة (مقتل 371 شخصاً وإصابة 1089 بجروح في مناطق سيطرة الحكومة في حصيلة جديدة يتم تحديثها تباعاً، في ما تستمر عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض). وكانت الصحة قد افادت في وقت سابق عن 339 قتيلاً.وسجلت معظم الإصابات في محافظات اللاذقية وطرطوس وحلب وحماة. وفي المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق، أوردت منظمة الخوذ البيضاء ، مقتل 221 شخصاً وإصابة 419 بجروح، مشيرة إلى أن العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود مئات العوائل تحت الأنقاض. وتعرضت أبنية للسقوط بأكملها فوق رؤوس قاطنيها. وبدت الأضرار جسيمة في المناطق الأقرب إلى الحدود التركية مثل مدن أعزاز وجرابلس وسرمدا . وضرب الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات قرب غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا على عمق 17,9 كيلومترات، وفق المعهد الأمريكي للمسح الجيولوجي.وفي تركيا، أسفر الزلزال عن مقتل اكثر من الف شخصاً وإصابة 5385 بجروح.وبعد ظهر امس، ضربت هزة جديدة بقوة 7,5 درجات جنوب شرق تركيا. ووصل ارتداد الزلزال الى بغداد ولبنان والاردن ومصر وارمينا واذربيجان ودول اخرى. وطالت الأضرار الناتجة عن الزلزال العنيف الذي ضرب سوريا ومصدره تركيا ،مواقع أثرية عدة أبرزها قلعة حلب، على ما أعلنت المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا. واشارت المديرية في بيان الى (سقوط أجزاء من الطاحونة العثمانية داخل قلعة حلب وحدوث تشقق وتصدع وسقوط لأجزاء من الأسوار الدفاعية الشمالية الشرقية وسقطت كذلك أجزاء كبيرة من قبة منارة الجامع الأيوبي الواقع داخل القلعة، التي تضررت مداخلها وسقطت أجزاء من حجارتها ومنها مدخل البرج الدفاعي المملوكي). وفي محافظة حماة، كشف المسح الأولي الذي أجرته فرق الآثار عن تضرّر بعض المباني داخل قلعة المرقب الأثرية في مدينة بانياس، وسقوط أجزاء من حجارة الجدران وكتلة من برج دائري. كذلك، سقطت واجهات تاريخية في مدينة حماة. كما سقط جرف صخري في محيط قلعة قدموس في محافظة طرطوس، وانهارت مبان سكنية في حرم القلعة. كما أنهارت قلعة غازي عنتاب في تركيا، التي يعود تاريخها إلى الدولة الحيثية، والتي يبلغ عمرها أكثر من 3000 سنة. واظهرت صور تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي طريق انطاكية الريحانية ،مدمرا بالكامل بعد تشققه بالكامل ،فيما اظهرت مقاطع فيديو انهيار مباني عدة في مدن سوريا وتركيا. في وقت ،اعلن وزير التعليم التركي، تعطيل الدراسة في جميع أنحاء تركيا حتى 13 من الشهر الجاري.