.قالت الولايات المتحدة انها ترى ان أي استخدام للاسلحة الكيماوية في سوريا هو “خط أحمر” ملمحة الى ان هذا يمكن ان يؤدي تدخل اجنبي من نوع ما. لكن واشنطن التي تطاردها تقارير المخابرات الزائفة التي بررت بها حرب العراق في عام 2003 تقول انها تريد أدلة قاطعة قبل اتخاذ أي اجراء.
وأكدت تركيا انها بدأت في الأسبوع الماضي فحص عينات دماء من مصابين سوريين نقلوا عبر الحدود للعلاج لتحديد ما اذا كانوا ضحايا هجوم بأسلحة كيماوية.
وقالت بعض الصحف إن معهد الطب الشرعي الذي يجري فحوصا لعينات الدم عثر على آثار الريسين وهو مادة شديدة السمية يمكن استخدامها في الحرب الكيماوية. لكن داود أوغلو قال ان من السابق لاوانه استخلاص نتائج.
وقال في مؤتمر صحفي في أنقرة “الفحوص مستمرة. وعندما تظهر النتيجة النهائية وأيا كانت فاننا سنطلع الراي العام عليها ونبلغ المؤسسات الدولية المعنية.”
وأخذت عينات الدماء من نحو 12 شخصا من محافظة ادلب وصلوا الى بوابة الحدود في ريحانلي باقليم هاتاي التركي كانوا يعانون من صعوبة في التنفس مما زاد المخاوف من أنهم ضحايا هجوم كيماوي.
وقال داود أوغلو ان انقرة تجري مثل هذه الفحوص منذ فترة لكنها الان ستفحص كل مريض يصل من سوريا.
وقال داود أوغلو “سنجري هذا الفحص على كل ضحية تصل حتى لا يجروء أحد بعد حلبجة على القيام بمثل هذه الجريمة ضد الانسانية في سوريا.”
وتوفى نحو خمسة الاف شخص في مدينة حلبجة الكردية العراقية عام 1988 في هجوم بالغاز السام أمر به الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في أشهر حالة لاستخدام الاسلحة الكيماوية في الشرق الاوسط في التاريخ الحديث.
وقالت وكالة الأناضول للأنباء امس الخميس إن تركيا أرسلت فريقا من ثمانية خبراء الى الحدود مع سوريا لفحص ضحايا أصيبوا جراء الصراع الدائر في البلاد بحثا عن آثار استخدام أسلحة كيماوية وبيولوجية.
وقالت الوكالة الرسمية إن فريق الدفاع المدني المزود بعربة متخصصة تستطيع رصد الأدلة على وجود مواد كيماوية وبيولوجية ونووية يتمركز عند معبر جيلفه جوزو الحدودي قرب بلدة ريحانلي.
وتبادلت قوات الرئيس السوري بشار الاسد ومقاتلو المعارضة الاتهامات باستخدام الاسلحة الكيماوية ونفى الجانبان ذلك.
وقالت بريطانيا امس إنها تعتقد أن من “المرجح جدا” ان تكون الحكومة السورية استخدمت اسلحة كيماوية لكن ليس لديها “أدلة حتى الآن” على أن مقاتلي المعارضة استخدموها.
وفي الاسبوع الماضي قال محقق في جرائم الحرب تابع للامم المتحدة ان الاقوال التي أدلى بها مصابون سوريون ومسعفون تشير الى ان المعارضين استخدموا غاز السارين المحظور وان كان محققون آخرون قللوا من شأن هذه التلميحات.
وانتقد داود أوغلو مثل هذه البيانات التي تساق دون أدلة تدعمها. وأثار القضية مع جان الياسون نائب الامين العام للامم المتحدة في لندن هذا الاسبوع وقال ان تركيا بصفتها جارا لسوريا من حقها ان تعلم ان كانت لدى الامم المتحدة أدلة على ان معارضين استخدموا الغاز السام.
وقال داود أوغلو ان الياسون أبلغه بأن هذه المزاعم لا أساس لها