اسطنبول-(أ ف ب) – تنتظر تركيا الخميس “إعلانا تاريخيا” للزعيم الكردي عبدالله أوجلان، قد يُنهي أربعة عقود من النزاع.
وتعهّد وفد حزب المساواة وديموقراطية الشعوب الذي غادر صباح الخميس إلى جزيرة إيمرالي في بحر مرمرة حيث يُعتقل أوجلان، العودة حاملا رسالة من مؤسس حزب العمال الكردستاني، سينشرها في الساعة 17,00 (14,00 بتوقيت غرينتش) في اسطنبول.
وهذه المرة الثالثة منذ نهاية كانون الأول/ديسمبر التي يُسمح فيها لممثلين لحزب المساواة وديموقراطية الشعوب، القوة الثالثة في البرلمان التركي، بلقاء أوجلان (75 عاما) الذي صدر بحقه حكم بالسجن مدى الحياة.
وانضم فايق أوزغور إيرول محامي أوجلان، للمرة الأولى إلى الوفد المتوجّه إلى إيمرالي.
وقال نائب رئيس حزب المساواة وديموقراطية الشعوب تونجر بكرهان الذي يرأس الوفد، إنّ “أوجلان يعدّ الطريق للسلام”.
وأضاف أخيرا “لا يريد (أوجلان) أن يكون الأكراد أحرارا في التحدّث بلغتهم فحسب، بل يريد أيضا أن يكون أي تعبير ديموقراطي ممكنا” في البلاد.
وكانت الحكومة التركية التي بادرت إلى هذه العملية عبر حليفها زعيم “حزب الحركة القومية التركية” دولت بهجلي، قد اقترحت إخراج أوجلان من عزلته بعد 27 عاما في السجن.
غير أنّ الإفراج عن أوجلان يبدو غير مرجّح، نظرا إلى التهديدات بالانتقام التي تطاله.
– يد ممدودة وقمع –
وأكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي لم يتحدث كثيرا عن هذا الموضوع، مرارا سياسة “مد اليد للإخوة الأكراد”، بينما زاد الضغوط على المعارضة، خصوصا على حزب المساواة وديموقراطية الشعوب الذي فُصل عشر رؤساء بلديات ينتمون إليه من مناصبهم خلال العام الماضي.
ومن أبرز هؤلاء رئيس بلدية ماردين (جنوب شرق) أحمد تورك (82 عاما) الشخصية المعروفة في الحركة الكردية، الذي يزور إيمرالي الخميس.
وشهدت الأشهر الأخيرة سلسلة اعتقالات طالت مئات الأشخاص بتهمة الإرهاب، ومن بينهم ناشطون سياسيون ومسؤولون منتخبون وفنانون وصحافيون.
ورغم الكاريزما التي يتمتّع بها أوجلان، يشير خبراء إلى حالة من عدم اليقين تحيط برد فعل مقاتلي حزب العمّال الكردستاني، الذين انسحب معظمهم إلى جبال قنديل في شمال العراق.
وقال دبلوماسي غربي في تركيا “يمكنهم أن يقولوا (المقاتلون) إنّه بما أنّ أوجلان محتجز، فهو لا يتحدث بحرية، وبالتالي قد يواصلون القتال”، متوقّعا أن تنفّذ أنقرة ردا عسكريا فوريا في حال حصول ذلك.
وتتهم تركيا حزب العمّال الكردستاني أيضا بالقتال في شمال شرق سوريا إلى جانب قوات سوريا الديموقراطية.
غير أنّ هذه القوات تحظى بدعم الولايات المتحدة في إطار محاربة الجهاديين وتنظيم الدولة الإسلامية. ولفت المؤرخ حميد بوزارسلان من معهد الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية والإنسانية في باريس، إلى أنّ لا أحد يعرف في هذه المرحلة نيات واشنطن التي تحتفظ بقواتها على الأرض.
ودعا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مرارا السلطات الجديدة الحليفة لأنقرة في دمشق، إلى نزع سلاح قوات سوريا الديموقراطية.
وقال “هذا لا يشكل تهديدا لأمننا فقط، ولكن للمنطقة بأسرها”.