تركيا تعتقل قيادات يسارية وتطلق نشطاء يدعمون الكردستاني

تركيا تعتقل قيادات يسارية وتطلق نشطاء يدعمون الكردستاني
أنقرة ــ توركان اسماعيل
قررت محكمة في دياربكر امس الافراج عن عشرة ناشطين اكراد بينهم ستة رؤساء بلديات بعد محاكمتهم في اطار محاكمة واسعة تستهدف هيئة كردية مقربة من متمردي حزب العمال الكردستاني في اول اطلاق سراح من نوعه بعد التفاوض مع زعيم الحزب المعتقل عبدالله اوجلان.
واعتقلت الشرطة التركية لمكافحة الارهاب امس اكثر من 150 عضوا مفترضا في حركة من اليسار المتطرف تبنت التفجير الدامي امام السفارة الامريكية في الاول من شباط في انقرة، على ما افادت وكالة الاناضول للانباء.
واوردت الوكالة ان مذكرات توقيف صدرت بحق 167 شخصا يشتبه بانتمائهم الى حزب الجبهة الثورية لتحرير الشعب في جميع انحاء تركيا. ومقار الكونفدرالية التركية المستقلة لنقابات القطاع العام من المباني التي داهمتها الشرطة في 28 مدينة من بينها انقرة.
وتم توقيف 50 شخصا في اسطنبول واكثر من ثلاثين اخر في انقرة بحسب وسائل الاعلام التركية بينهم موظفون في القطاع العام وأطباء وأساتذة وطلاب وجامعيون.
وتم توقيف اكثر من مئة مشتبه في مدن في غرب تركيا وجنوبها ليستمع مدعون الى اقوالهم في اطار التحقيق بعد استهداف عملية انتحارية السفارة الاميركية في انقرة.
وتبنت الجبهة الثورية لتحرير الشعب هذا الهجوم الذي ادى الى مقتل حارس تركي عند احد مداخل البعثة الدبلوماسية واصاب صحافية بجروح بالغة. ونفذ الحزب المصنف من الجماعات الارهابية في تركيا وعدد من الدول الاخرى هجمات عنيفة كثيرة على الاراضي التركية منذ نهاية السبعينيات من بينها اغتيال وزير.
وسبق ان شنت الشرطة عمليات واسعة النطاق ضد الحزب في كانون الثاني واوقفت حوالي مئة شخص من بينهم محامون وموسيقيون اعتبروا مقربين منه.
واشارت وسائل الاعلام التركية الى ان الحزب قد يكون نفذ الهجوم على السفارة الامريكية انتقاما.
من جانبه ذكر مصدر قضائي محلي ان القضاة اعتبروا ان الوقت الذي امضاه رؤساء البلديات في السجن يتجاوز مدة العقوبة المنصوص عليها في القانون ان تمت ادانتهم.
وتعتقد المحكمة ان الادلة في هذا الملف قد جمعت وان اطلاق سراح هؤلاء الاشخاص لا يشكل اي خطر على الاجراء الجاري.
وتمت الاعتقالات الاولى في هذه القضية في العام 2009 في اوساط اتحاد الجماعات الكردية.
واتحاد الجماعات الكردية منظمة سرية تعتبرها السلطات التركية متصلة بحزب العمال الكردستاني.
وتتهم الحكومة التركية اتحاد الجماعات الكردية بالسعي لالغاء دور الدولة في المحافظات المأهولة بغالبية كردية في جنوب شرق الاناضول من خلال انشاء بنية ادارية موازية للمؤسسات الرسمية.
وتجري حاليا محاكمات عدة في مدن تركية مختلفة وتستهدف مختلف المؤسسات التي يشتبه بانها تنتمي للمنظمة مثل وسائل اعلامية ومكاتب محاماة او احزاب سياسية.
ويأتي الافراج عن هؤلاء الناشطين في وقت اطلقت فيه السلطات التركية في كانون الاول الماضي جولة جديدة من مفاوضات السلام مع زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبدالله اوجلان.
وقد اسفر النزاع الكردي في تركيا عن سقوط اكثر من 45 الف قتيل منذ بدء تمرد حزب العمال الكردستاني في العام 1984.
من جانبه انتقد زعيم حزب الحركة القومية التركي المعارض، دولت باهتشلي، سياسة حكومة بلاده تجاه الأزمة السورية، وقال ان هذه الحكومة كأنها سلّمت حدود الوطن، للقتلة وآلات الموت .
ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء، امس، عن باهتشلي قوله أمام كتلته النيابية في مجلس الأمة، ان الجانب المقابل من الحدود التركية في سوريا باب الهوى ، يقع تحت سيطرة ومراقبة المعارضة السورية.
وأضاف أن المعارضة، التي قدّمت لها الحكومة التركية ورئيسها الدعم والامكانيات الكبيرة، عبّرت، بتفجيرها المعبر الحدودي، عن امتنانها وشكرها لتركيا ، معتبراً أن هذه الحالة تظهر مدى سذاجة السياسة الخارجية الحالمة، التي رسم خطوطها عدم النضج السياسي، والبعد عن الحقائق القومية والعجز .
وقال ان مشاكل تركيا، الناجمة عن الداخل والخارج مستمرة وفي تزايد ، مضيفاً وكأن حكومة العدالة والتنمية سلمت حدود الوطن، للقتلة وآلات الموت .
وأسف أن حدود تركيا تحوّلت الى ما يشبه المنخل، لا يُعرف من يدخل اليها، ومن يخرج منها، ولأي غرض يتجول فيها المتجولون .
وانتقد سياسة الحكومة، التي تنتهجها من أجل انهاء مشكلة الارهاب في تركيا، معتبراً أن روح الديمقراطية نُهبت ، وأن الحكومة قرأت الارادة القومية معكوسة، فبذلت كل ما في وسعها من أجل تحطيم شخصيتنا ومقاومتنا .
وقال ان المستجدات تشير الى أن حزب العدالة والتنمية، يعمل وكأنه حصان طروادة، أو عضو عصابة سرية، في يد تنظيم حزب العمّال الكردستاني .
AZP01

مشاركة