بغداد – عبد الحسين غزال
قتل شخص على الأقل في قصف جوي استهدف الأربعاء قضاء سنجار في شمال العراق، وفقا لمصادر أمنية ومحلية اتهمت تركيا بالوقوف وراء الهجوم.
تتعرض منطقة سنجار المعقل الرئيسي للأقلية الإيزيدية في العراق، لهجمات تركية متكررة تستهدف مقار لحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا وحلفاؤها الغربيون «إرهابيًا». وقال مصدر أمني كردي في البلدة لفرانس برس إن «الهجوم أستهدف مبنى المجلس البلدي وأدى الى مقتل طفل عمره 12 عاما وإصابة ستة أشخاص بجروح، جميعهم من المدنيين»، مشيرا إلى أن أحد الجرحى تعرض لإصابة خطيرة. بدوره، أكد مصدر محلي في بلدة سنوني، رافضا كشف أسمه، لفرانس برس «تعرضت بلدة سنوني لقصف جوي عند الحادية عشرة صباحا (08:00 تغ) أدى إلى مقتل مدنييَن وإصابة آخرين جميعهم مدنيون». وقال المصدر إن الهجوم أستهدف «مقرًا لوحدات إيزيدخان»، وهي قوات محلية مقربة من حزب العمال الكردستاني . واتهمت هذه المصادر «طائرات تركية بتنفيذ الهجوم» الذي تعرضت له هذه البلدة التي تقع على مقربة من الحدود العراقية السورية.
هدد أمين عام مليشيا عصاب اهل الحق قيس الخزعلي، امس الاربعاء، بالرد على ما سماه «العدوان التركي» في سنجار، مشددا أنه «لن يسكت». من دون ان يحدد طبيعة الرد فيما لم تعلن بغداد موقفا جديدا. وقال الخزعلي الذي له نواب في البرلمان في تغريدة امس، إن «الاعتداء التركي السافر عـلى أبناء شعبنا في سنجار، لا يمكـن السكوت عنه مطلقـاً مـن أي عراقـي يحمل قطرة مـن الغيـرة عـلى شـعبه، إلا إذا كان قد فقدها هؤلاء الذين سيصمتون صمت القبور».وتابع، «بالنسبة لنا، نملك الكثير، لذلك لن نسكت».فيما يرى اخرون في العراق أسبابا أخرى للقصف التركي ، فقد دعت عضو مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، فيان دخيل، الأربعاء، الحكومة العراقية لتنفيذ اتفاقية سنجار برعاية دولية. وقالت دخيل في بيان لها»مرة اخرى تتعرض سنجار الى قصف وضربات جوية تركية بسبب تواجد عناصر حزب العمال الكردستاني PKK واصراره على البقاء بالرغم من الدعوات المحلية والاقليمية والدولية التي تؤكد على ضرورة احترام اوجاع اهالي سنجار والعمل على اعادتهم من حياة النزوح المؤلمة بعد النكبة التي اصابتهم بسبب غزوة داعش الارهابية عام 2014».
وأضافت في بيانها، أن «القصف التركي تسبب ويتسبب في خسائر بشرية ومادية بين المدنيين العزل، وفي الوقت الذي ندعو الى ضرورة احترام السيادة العراقية، فاننا نرفض بشدة بقاء حزب العمال الكردستاني في سنجار، ونناشد المجتمع الدولي بالتدخل والضغط سواء على بغداد او على حزب العمال الكردستاني من اجل ترك اهل سنجار وشانهم، لان الكيل طفح، وليس في مستطاعهم تحمل المزيد من التوترات اليومية والقصف والتهجير والخراب فضلا عن الخسائر البشرية والمادية ناهيكم عن الرعب الذي يصيب الاهالي». وكان قد قُتل شخص وإصابة أربعة آخرين، في حصيلة جديدة لقصف طائرات مسيرة يُعتقد أنها تركية، استهدفت مقاراً ومنازل في ناحية سنوني في قضاء سنجار. وحملّت الادارة المحلية لناحية سنوني في قضاء سنجار، يوم الاربعاء، الحكومة العراقية مسؤولية حماية المدينة من الغارات الجوية التي ينفذها الجيش التركي وتتسبب بخسائر بشرية ومادية، فيما شددت قوات «الإيزيدخانة» على ضرورة خروج القوات غير النظامية من الناحية.