ترقّب
فتح عينيه ولكنه لم ير شيئا، نهض من فراشه متلمسا طريقه فسقط وجرح رأسه بحافة الطاولة.
نهضت زوجته مذعورة تحاول معرفة سبب الضوضاء، بعد معاناة مع الظلام أشعلت شمعة، وقعت عينيها على زوجها على الارض دامي الرأس. قال: إنها الكهرباء اللعينة، فإلى متى سنبقى نتخبط في الظلام ونعاني من الحر؟ هم لايريدون إصلاحها فقد سمعت بالاخبار بأن محطات الطاقة سليمة ولكن توفير الوقود لهذه المحطات لتشغيلها هو المشكلة، فالفساد وبيع النفط بطرق غير مشروعة هو السبب من حرماننا منها لتمتلى جيوبهم بالدولارات. تمتمت زوجته ببعض الشتائم لمن كان السبب بخراب الوطن فجاوبها الزوج: أمين. بعد أن نظفت جرحه، قادته لفراشه، ماهي إلا دقائق حتى دوى صوت إطلاقات نارية متواصلة في الحي، حين عم الصمت، رن هاتفه، صوت صديقه باكيا: لقد قتلوا أبو أحمد وعائلته لرفضه ترك الحي بعد أن سلموه رسالة التهجير، نام وهو يتساءل مع نفسه، هل سيتسلم هو الاخر مثل هذه الرسالة؟ ومتى؟ وأين سيذهب؟ حين انطفأت الشمعة، سمع خطوات خلف الباب، فعرف بأن الدور وصل عليه وسيحزم أغراضه في الصباح ليستجدي مسكنا او خيمة هو وزوجته.
نداء الجنابي – بغداد