تردّد الرنين وأمراض الإنسان المستعصية
ماهر نصرت
الطبيعة من حولنا مليئة بالخفايا والاسرار ، فما يخرج من الارض وما يهبط من السماء امر يجهله الانسان لضيق ادراكه بما يحدث حوله خاصة فيما يتعلق بالعمليات السمعية والمرئية ، فمن المعروف ان الاذن البشرية تستطيع ان تسمع الامواج التي تقع تردداتها بين 20 الى 15000هرتز في الثانية اي أن الذبذبات التي تستقبلها طبلة الاذن بغشائها الرقيق تسمع تلك الترددات حصراً وليس بمقدورها من سماع اقل من هذا او اعلى من ذاك .
اطول موجه
اما النظر فحاسته تنحصر في رؤيا الضوء المرئي التي تقع تردداته في النطاق الديسمتري اي الترددات التي تصنعها الأطوال الموجية الصغيرة جداً ، ولا يسعني هنا ان ابين ماهي الموجة وما معنى الطول الموجي لان صغر مساحة المقالة وضيق وقت القارىء يحتم عليّ ان أكون مختصراً في التوضيح بهذا الخصوص ، وأود ان أذكر لكم تعريف سريع للموجة وطولها الموجي ، فالطول الموجي هو الخطوة التي تقطعها الموجة في الثانية الواحدة وهناك أمواج تصل أطوال موجاتها إلى عشرات الأمتار التي تسمى بالموجات الطويلة او المتوسطة وهناك امواج تكون قفزاتها قصيرة جداً مثل الموجات المايكرو مترية وكذلك الموجات الديسمترية التي تقع قفزاتها في أعشار من ( الثاو ) وهو جزء من المليمتر كما هو معروف وهناك ( تردد الرنين ) وهو المحور الذي تدور حوله سطور هذه المقاله وتردد الرنين هذا هو التوافق الترددي الذي يحدث بين موجتين متصادمتين اي تؤثر الواحدة على الأخرى وتتداخل معها لتصبح موجة واحدة اكبر من السابقة وهذا ما يسمى بالتوافق الترددي كما يحدث في التقاط محطات الراديو عندما نقوم بتدوير مؤشر المحطات …. في الحقيقة انا لااريد هنا ان أنقل موضوع هذه المقالة الى الاسلوب العلمي في التوضيح لعدم رغبة الكثير من القراء من الدخول في تعقيد الموجات وخصائصها ولعلني أبين بإسهاب طبيعة الموجات وأسباب وجودها في الطبيعة بمقالة أخرى ..
خلايا الدماغ
لقد خلق الله ( جل شأنه ) أعضاء الإنسان بخلايا تختلف أطوالها الموجية من واحدٍ لآخر فمكونات خلايا الدماغ البشري مثلاً تختلف بين هذا وذاك عند الأنسجة العميقة ولا يوجد تساوٍ مطلق بين الأطوال الموجية لدقائق تلك الخلايا ولهذا نجد عدم تطابق شخصيتين مائة في المائة من بين مليارات البشر على الأرض حتى التوأم لديهم ثمة اختلاف واضح فكل منهم له سلوكه وأحلامه وتطلعاته ولا توجد ايضاً عينان ذات بصمة متشابهه أو اوتار صوتية باطوال موحدة على الاطلاق فكل منا له نبرة ورنين مميز ، وتنطبق باقي الأمثلة على جميع أعضاء الجسم من القلب الى الكبد الى الرئتين الى الغدد بكل صنوفها وواجباتها ونجد كذلك اختلاف واضح في فصائل الدم وتركيبته البلازمية بين الاشخاص بشكلٍ أو بآخر ، فالننظر الى خلايا الذوق في دماغ الانسان فالذوق الموسيقي مثلاً يختلف من شخصٍ لاخر بسبب توافق الأنغام مع الأطوال الموجية لقسم الذوق في خبايا دماغه ، أن الترددات اللاسلكية القادمة من الفضاء والصادرة من الارض لها اطوال موجية هي الأخرى وعند اصطدامها بجسد الانسان تتفاعل مع الاطوال الموجيه لمكوناته فتؤثر بشكل سلبي او ايجابي على انسجة الجسم مثلما تؤثر ترددات فرن ( المايكرويف ) على احشاء اللحوم الموضوعة بداخله حتى تسخن في النهاية بسبب حركتها الترددية المستمرة واحتكاكها فعملية الاندماج والتفاعل الحاصلة بين الموجات القادمة من الفضاء وبين انسجة جسم الانسان تنتج عنها طاقة يعتمد مقدراها على حجم الفيض لتلك الترددات وقوته فكلما كان الفيض اكبر زادت نسبة تفاعله مع خلايا الجسد فيحدث فيه ارباكاً وعدم استقرار وقد يصل في بعض الأعضاء إلى الانشطار السرطاني كما يحدث في الجلد عند تعرضه لضوء الشمس والاشعة فوق البنفسجية لإيامٍ طويلة ، ان جميع الترددات في الطبيعة تتفاعل مع جسم الانسان كما ذكرت سلفاً فاختلاف السلوك وتنوع الامراض وطبيعة المزاج يحدث بسبب هذا التفاعل السلبي في البعض والايجابي في البعض الاخر واقصد بالايجابي هنا هو تحفيز بعض الغدد الصماء بافراز منتجاتها الى مجرى الدم عوضاً عن افرازها عن طريق القنوات حيث تتوزع هذه الغدد في جميع انحاء الجسم وتكون افرازاتها عبارة عن مواد كيمائية وبروتينية تلعب دوراً كبيراً في وظيفة الاعضاء وفي تنظيم التوازن الكيميائي بالجسم بما يسمى بالهرمونات فنجد السعادة مرسومة على وجه احدهم بسبب هذه الافرازات ونجد الوجوم والكآبة على وجوه اخرين وهكذا . ملحض ماجاء ..
ان الجسم البشري يتأثر بالترددات القادمة من الفضاء او الصادرة من الارض وهذا التأثير يتم عن طريق التفاعل بين الترددات القادمة وبين انسجة وخلايا الجسم المختلفة بسبب التوافق في الاطوال الموجية بينهما فتحدث الامراض التي تختلف بين فصائل وسلالات الجنس البشري المعقد في التركيب. فسبحان الله خالق الوجود .