تربية وتعليم أم قهر وتعذيب ؟
بفرحة الطيور وعطر الزهور في الصباح التحق الاطفال بصفوفم الجديدة وهم يرتدون ملابسهم الجميلة ذات الالوان الزاهية وكلهم امل وفرح بمستقبل زاهر مليء بما هو جميل يرون فيه احلامهم البريئة التي يحلمون بها عندما تسأل واحد منهم ماذا تريد ان تكون في المستقبل ؟
يجيب : اريد ان اكون (طبيباً اداوي جدي المريض) او (جندياً ادافع عن وطني واحمي بيتي واخوتي) او (مهندساً ابني بيتا جديدا واعمر شارع بيتنا) هذه هي احلامهم البسيطة التي يطحمون الى تحقيقها والمعبر الذي يوصلهم الى تحقيق هذه الاحلام هي المدرسة البيت الثاني للطفل وبيئته الجديدة التي تضيف لمراحل حياته ما يتعلمه في البيت ومكمل له فالمعلم والمعلمة هي الام الثانية له والصدر الحنون الذي يلوذ به خلال تواجده في المدرسة وهو بعيد عن حضن امه وابيه .
هذا ما لم تجده (مريم) الطــــــالبة في احــدى مدارس تربية بغداد / الرصافـــــــة الثانية وفي اليوم الثالث من العام الدارسي العام 2012 – 2013 من مديرة المدرسة وبسبب سوء الادارة لتلك المدرسة عمت الضوضاء في احد الصفوف لعدم تواجد المعلمة المرشدة فيه كأن يكون غيابها التام عن المدرسة او انشغالها بالحديث مع احدى المعلمات وطال الحديث معها (سوالف نسوان) حادثة مريم تبدأ من هنا..
خوف (مريم) على دفترها المدرسي بسبب تهديد زميلتها لتمزيقه ادى الى بكاء (مريم لاسترجاع دفترها اثناء ذلك كان لمديرة المدرسة ان تمر من امام الصف الرابع ورأت الضجيج الذي يسود ذلك الصف وبطريقة تبتعد عن اي مظاهر السلوك التربوي والانساني صرخت قائلة اين معلمة الصف وتوجهت الى مريم وضربتها بشيء كان مخفياً في يدها على كتفها الايسر ثم رطمت رأسها بالكرسي الذي تجلس عليه وبدأت بالصراخ بصوت عالي الذي ارعب طلاب الصف وبالذات (مريم) التي اصيبت برعب تام ادى الى ان توسخ ملابسها الجميلة التي كانت ترتديها ولسنا ببعيدين عن الحادثة التي ادت الى وفاة طالب في المرحلة الابتدائية جراء حبسه في حمام المدرسة من قبل معلمته كوجه من اوجه العقوبة له واستنشاقه للروائح الكريهة والجو البارد والخوف الذي انتاب الطالب وقد حلت الظلمة لان المعلمة الفاضلة والمربية الجليلة قد نسيت ما فعلته وحملت حقيبتها وذهبت الى البيت اكلت وشربت وشعرت بالدفء قرب المدفئة والطفل يرتجف خوفا وجوعا وبردا .
اهكذا اسلوب التربية والتعليم ؟
اهكذا تكون من يعدها الطالب امه الثانية؟
استحلف بالله كلا من يتبع مثل هذا السلوك والاسلوب مع الطالب ولا سيما من هم في المرحلة الابتدائية لو كان (ابنكم) ماذا فعلتم ؟
لماذا لا تصونون الامانة التي في اعناقكم اذا كنتم غير جديرين بالمسؤولية؟
اذا كنتم مصابين بأمراض نفسية فلا تعكسوها على اطفالنا تنحو عن المسؤولية ولا تعذبوا اولادنا عذرا (ليست كل ملاكاتنا التربوية مشمولة بهذا الكلام) …
انتم يا من تجلسون على كراسي المسؤولين في وزارة التربية اين قراراتكم للحد من ظاهرة العقوبة التعسفية بحق الطالب ؟
واين هي فرق التفتيش في مكتب المفتش العام في وزارة التربية ؟
اين هم الباحثين الاجتماعيين في المدارس ؟
هذه رسالة وليست مقالة صحفية لان حادثة (مريم) والطالب الذي توفي هي نقطة في بحر لبعض الحالات التي تحدث في مدارس بغداد بل والعراق . اتقوا الله في فلذات اكبادنا وعدوهم بحق اولادكم واحتضنوهم مثلما تحتضنون اولادكم لانهم ليسوا اعداءكم ولا ابناء اعداءكــم لا نقول توقفوا عن معاقبتهم اذا اساؤوا التصرف ولكن باسلــــوب تربوي تعليمي وديني لا تجعلوهــــم يكرهون المدرسة والتعليم وينفرون منها كونوا مثل اقرانكم من المعلمين والمعلمات الذين يعطون للتربية الصالحة والاسلوب التعليمي الصحيح حقه وبالحسنى وتعلموا منهم كيفيـــة التعامل مع الطالب العنيد والذين يتسم بالحركة الزائدة او ما يسمى بالعامية (الوكاحة) وكلنا نعرف ان المناهج التي درستموها في الكليات والمعاهـــد تضمنت (علم النفس) والحليم تكفيه الاشارة .
رحم الله معلمينا الذين كانوا اذا ارادوا معاقبة طالب فيكون بالضرب بواسطة مسطرة الخط الخفيفة وعلى راحة اليد امام زملائه مما يجعلنا نشعر بالخجل وتظل في ذاكرتنا مهما طال بنا العمر وتقدمنا في العمل فكونوا رسل سلام وعلم ومعرفة وتـربية وحسن سلوك واسلوب صحيح كما قال شاعرنا العربي :
قم للمعلم وفيه تبجيلا
كاد المعلم ان يكون رسولا
زينب ياس
AZPPPL