
واشنطن- باريس – الزمان
هاجم دونالد ترامب الأربعاء الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي، متهما إياه بالإدلاء بـ»تصريحات تحريضية» حول شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.
وفي وقت جرت محادثات في لندن بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين وأوروبيين، نشر الرئيس الاميركي منشورا طويلا شديد اللهجة على منصته تروث سوشال، مكررا أن زيلينسكي «ليس لديه أوراق في يده»، ومتهما إياه بـ»اطالة أمد المجازر» لانه يرفض الاعتراف بسيادة موسكو على القرم بعدما ضمتها العام 2014.
وأكدت بريطانيا الأربعاء أنّ أوكرانيا «هي التي تقرّر مستقبلها» بعدما هدد نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس بأنّ واشنطن ستتخلّى عن مساعيها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين كييف وموسكو، ما لم يتوصلا إلى اتفاق.
وقال متحدث باسم رئيس الحكومة كير سترمر للصحافيين «في نهاية المطاف، يتعيّن على أوكرانيا أن تقرّر مستقبلها. لن نتخلى عن أوكرانيا أبدا».
وأكدت الرئاسة الفرنسية الأربعاء أنّ احترام «وحدة أراضي أوكرانيا والتوجّه الأوروبي بشأن أوكرانيا، مطلبان مهمّان للغاية بالنسبة إلى الأوروبيين»، عقب اقتراح نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس بإجراء «تبادل أراضي» بين كييف وموسكو.
وبينما يجتمع الفرنسيون والبريطانيون والألمان مع المبعوثين الأميركيين والأوكرانيين في لندن في إطار المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا، قال الإليزيه إنّ «الهدف يبقى بناء نهج مشترك يمكن أن تقدّمه الولايات المتحدة للروس».
وحذّر نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس الأربعاء من أن الولايات المتحدة ستتخلى عن مساعيها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا ما لم يتوصل البلدان إلى اتفاق بينما اجتمع ممثلون لواشنطن وكييف ودول أوروبية لعقد محادثات في بريطانيا تم خفض مستواها. وقال فانس للصحافيين في الهند «قدمنا مقترحا واضحا جدا للروس والأوكرانيين وحان الوقت للطرفين ليقولا +نعم+، وإلا فإن الولايات المتحدة ستتخلى عن هذه العملية».
وذكرت وسائل إعلام أميركية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستعد للاعتراف بالأراضي التي ضمتها موسكو في القرم على أنها روسية.
وأضاف «يعني ذلك أن الأوكرانيين والروس على حد سواء سيتعيّن عليهم التخلي عن بعض الأراضي التي يملكونها حاليا».
وذكرت التقارير أن المقترح طُرح أول مرة أثناء اجتماع مع البلدان الأوروبية في باريس الأسبوع الماضي. وتأتي آخر جولة نشاط دبلوماسي في ظل موجة قصف جوي روسي جديدة بعد هدنة قصيرة لمناسبة عيد الفصح.
أسفرت ضربة روسية شنّتها مسيّرة على حافلة تنقل عمالا في مدينة مارغانيتس في جنوب شرق البلاد عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة العشرات بجروح، وفق ما أفاد حاكم دنيبروبيتروفسك الأربعاء.
وأفادت السلطات الأوكرانية أيضا عن ضربات في مناطق كييف وخاركيف وبولتافا وأوديسا.
وفي روسيا، أفادت تقارير عن إصابة شخص بجروح جراء قصف استهدف منطقة بيلغورود.
وكان من المقرر بأن يرأس وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي اجتماعا لوزراء الخارجية في لندن الأربعاء، لكن وزارته أشارت إلى أنه تم خفض مستوى المحادثات، في مؤشر على الصعوبات التي تشهدها المفاوضات.
وأفادت الخارجية البريطانية بأن «اجتماع +محادثات السلام في أوكرانيا+ مع وزراء الخارجية اليوم تأجّل. ما زالت المحادثات على مستوى المسؤولين» قائمة.
من جهته، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إنه «بحسب ما فهمنا، لم يكن من الممكن بعد التوفيق بين المواقف بشأن أي من القضايا، وهو سبب عدم انعقاد هذا الاجتماع».
البقية على الموقع
لكن ما زال من المتوقع أن يحضر المبعوث الخ
اص للرئيس الأميركي إلى أوكرانيا كيث كيلوغ، إلى جانب إيمانويل بون، المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
من جهته، قال مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك إنه وصل إلى لندن رفقة وزيري الدفاع رستم أميروف والخارجية أندري سيبيغا الذي سيلتقي «على الأرجح» لامي.
وكتب يرماك على تلغرام «سنعمل من أجل السلام رغم كل شيء».
وأفاد مصدر في الرئاسة الأوكرانية فرانس برس لاحقا بأن الوفد سيلتقي كيلوغ و»ستجري المزيد من الاجتماعات مع الأوروبيين، اجتماعات مختلفة».
ومن المقرر أيضا أن يزور مبعوث الرئاسة الأميركية ستيف ويتكوف موسكو هذا الأسبوع.
وذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز» أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال لويتكوف إنه مستعد لوقف الغزو وتجميد خطوط الجبهة الحالية إذا تم الاعتراف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.
وعلّق بيسكوف على ذلك بالقول إنه «يتم حاليا نشر الكثير من الأخبار الكاذبة»، بحسب ما نقلت عنه وكالة «ريا نوفوستي».
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء إلى «وقف لإطلاق النار فوري وكامل وغير مشروط»، مشددا على موقفه بأنه لا يمكن لمفاوضات السلام أن تبدأ إلا بعد إعلان وقف لإطلاق النار. وقال إن «وقف عمليات القتل هو المهمة رقم واحد».
لكن سبق للكرملين أن أشار إلى أنه لا يمكنه المسارعة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتعهّد ترامب خلال حملته الانتخابية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين موسكو وكييف في غضون 24 ساعة، لكنه فشل مذاك في ضمان الحصول على تنازلات من بوتين لوقف تحرّكات قواته في أوكرانيا.
وأعرب عن أمله نهاية الأسبوع بأن يتم التوصل إلى اتفاق «هذا الأسبوع».
- ترامب يشعر بـ»الإحباط» -
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إنه عرض خطة أميركية لوضع حد للحرب ناقشها مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في مكالمة هاتفية بعد اجتماع باريس الأسبوع الماضي.
وحذّر كل من روبيو وترامب من أن الولايات المتحدة مستعدة للتخلي عن المفاوضات ما لم يتحقق أي تقدّم سريع.
وقالت الناطقة باسم الرئيس الأميركي كارولاين ليفيت الثلاثاء إن ترامب «يرغب بأن تنتهي هذه الحرب ويرغب بأن يتوقف القتل من طرفي النزاع وكان واضحا تماما في هذا الصدد منذ مدة طويلة ويشعر الآن بالإحباط من طرفي هذا النزاع، وهو أمر عبّر عنه صراحة».
وذكر روبيو في باريس سابقا أنه سيتوجّه إلى لندن إذا رأى أن حضوره سيكون مفيدا.


















