توقيع
فاتح عبد السلام
حين وصل الرئيس الأمريكي الجديد ترامب الى سدة الحكم كان العالم غارقاً في انهيارات شتى عنوانها القتل والحرب والدماء والتنكيل والتهجير والارهاب . كان سلفه أوباما قد ترك كل شيء على حاله في الفوضى ورحل . وترامب اعلن منذ خطاب التنصيب بحضور الرؤوساء السابقين أن عهدا امريكيا جديداً بدأ ، لذلك يكون من الوهم الاعتقاد أن وضعاً عراقياً كان سائداً في زمن جورج بوش الابن أو أوباما يمكن أن يتكرر ، مهما كانت الحجج والمبررات ، وأقصد في ملفات ايران والعراق وسوريا التي ترتبط بمحور واحد .
ايران تقول ان تهديدات ترامب لا تهمها وانها ماضية في قراراتها وصواريخها البالستية خارج الاتفاقات وهي حرة في تصنيع ما تشاء . وسوريا ذات فرح مبطن لكنه واضح بأطروحة ترامب منذ أيام ترشيحه في أن انظمة القبضة الحديدية والفردية أفضل من التنظيمات الارهابية ، لذلك تنتعش رئة سوريا من هذا الهواء الذي تضخه تصريحات ترامب التي لم يأت ما ينقضها منه حى الآن .
أما العراق ، فهو على قسمين ، الاول الرسمي المعروف بالعملية السياسية التي نضحت فساداً وتصفيات وطائفية وتفريخاً للارهاب عن جهل أو عمد، وهذا القسم مهدد أن يفقد امتيازات الرعاية الامريكية التي ما فتئت تنحاز له منذ اربعة عشر عاماً على حساب شعب منكّل به ليل نهار .
والقسم الثاني يمثله أولئك الذين رفضوا العملية السياسية بل انهم أقصوا منها حتى لو كانوا راغبين ببعضها . وهو القسم الذي يمثل أغلبية الشعب العراقي الذي لم يعد لديه ما يخسره أكثر من الذي خسره في ظل حكومات الفساد وغسيل الاموال بدماء الناس والجهل والتجهيل ، وهذه الاغلبية لديها قناعة بأن كل ما سيأتي من إدارة ترامب ليس أسوأ مما حصل في خلال مَن سبقه، ومن هذه النافذة يتطلعون الى واقع أفضل . مشكلة العراقي مع الرئيس الجديد ليس في كيفية الحصول على تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة ، ذلك إن اللاجئين منه اذا منعوا فتلك من مسؤولية الامم المتحدة في تحويلهم الى بلدان أخرى لقبول لجوئهم ، وسوى ذلك لايوجد بل لم يسمع أحد ان هناك من العراقيين في العمارة والحلة وبيجي والفلوجة وطويريج والكفل والشرقاط وسواها ،مَن اعتاد السفر للسياحة الى لوس أنجلس أو نيويورك . العراقيون يريد من ترامب حلاً لما ابتلي به العراق من مصائب حلت على رؤوسهم بوجود السادة السابقين في البيت الأبيض وبوجود من عاونهم وضللهم في البيت الأسود في بغداد.
رئيس التحرير
لندن