الدوحة - الزمان
افتتح في العاصمة القطرية الدوحة معرض الاعمال التخطيطية للفنان العراقي الدكتور علاء بشير . وقد ضم المعرض الذي أقيم في احدى قاعات مركز كاتارا للفن نحو 50 لوحة تخطيطية كان الفنان علاء بشير قد انجزها خلال فترات زمنية طويلة امتدت لنحو أربعين عاماً، مستعرضاً فيها أحداثاً جساماً مرّ بها العراق.
استهل الدكتور بشير معرضه في عرض تخطيطات تناولت أحداث حقبة الحرب العراقية – الايرانية 1980-1988، ورسم من خلالها ملامح اصرار النظام الايراني على إلحاق الأذى والدمار بالعراق مقابل تطلع العراقيين نحو السلام. كما ضم المعرض مجموعة تخطيطات اخرى عالجت حادثة قصف ملجأ العامرية حيث بدا جلياً أن هذا الحدث المريع قد ترك ندبة حزن وألم في قلب الفنان عبرت عن نفسها بتخطيطات مرهفة الأحاسيس، وفي مقدمتها تخطيط صرخة الم الإنسان. اما المجموعة الثالثة من التخطيطات فقد استلهمت صورها الرمزية من فترة الحصار الذي فرض على العراق 1992-2003 بكل ما تحمله هذه الحقبة من ظلم وتجويع تعرض له العراقيون. اخيراً، جسدت المجموعة الاخيرة من تخطيطات الدكتور علاء بشير اعمالا تعالج حقبة غزو العراق 2003 -2018 والتي رأى فيها الفنان انها حقبة لم تنته حتى الآن.
تنحو العديد من أعمال هذه المجموعة الى معان رمزية من بينها اغتيال العقل العراقي وتغييبه، فضلاً عن ملامستها لمعاناة ربما مختلفة في طبيعتها عن حقبات سابقة عاشها العراق ولا سيما الهجرة التي شلت المجتمع العراقي وتركته عاجزاً في كثير من الجوانب. ولعل حضور نخبة من الوجوه المجتمعية العراقية البارزة والناجحة والعديد من المثقفين والفنانين والإعلاميين العراقيين في الشتات في حفل افتتاح هذا المعرض في مكان بعيد عن العراق ابرز تعبير عن صدق المعاني التي حملتها التخطيطات المعروضة. ويعد الدكتور علاء بشير من ابرز الفنانين الملتزمين بقضايا الأمة الكبرى، وقد كتب في التعريف بمعرضه هذا: “ان الفن لم ولن يكون للمتعة وإنما من اهم وسائل التعبير الإنساني في الحث والتحفيز والتحريض للبحث في معنى وغاية الوجود”.