بغداد- أربيل – السليمانية -الزمان
يشهد غرب العراق والعاصمة بغداد عاصفة ترابية الجمعة، هي الأولى هذا العام، في البلد شبه الصحراوي الذي أصبحت تتكرر فيه هذه الظاهرة المناخية لا سيما خلال فصل الربيع.
فيما تستعد المناطق الشمالية لموجة ثلوج وامطار واعلنت سلطات دهوك، الجمعة، أن فرق إزالة الثلوج تمكنت من إنقاذ مواطنين عالقين في جبال دهوك.
وقال السكرتیر الصحفي لمحافظ دهوك مللت عصمت ، إن «فرق ازالة الثلوج من قبل دائرة الطرق والجسور في المحافظة تمكنت من انقاذ عدد كبير من المواطنين كانوا عالقين داخل سياراتهم في جبل بيرس بقضاء عقرة وجبل كارة شمال محافظة دهوك». واكد المتنبئ الجوي، الجمعة، على انخفاض درجات الحرارة مادون الصفر شمال البلاد.
وقال العطية في منشور على الفيسبوك ، درجات حرارة متدنية جدا تشهدها مدن شمال العراق ، فجر السبت والاحد وتنخفض لما يقارب 8 تحت الصفر واقل فوق قمم الجبال”. واضاف “كذلك تشهد مدن البلاد درجات حرارة محسوسة منخفضة تستوجب اخذ الاحتياطات لتأثيرها على الصحة العامة وكذلك فرص الانجماد غرب العراق”.
واوضح “متوقع ان تبدأ درجات الحرارة بالارتفاع التدريجي اعتبارا من يوم الاثنين”.
وضربت العراق العام الماضي عشرات من العواصف الترابية المماثلة خلال فصل الربيع كان عددها غير مسبوق.
وغطّت الجمعة كتل برتقالية كثيفة من الغبار والرمال أجواء بعض المناطق العراقية.
وانخفض مستوى الرؤية بشكل كبير، فيما غطّت طبقات من التراب السيارات والمنازل، كما شاهد مراسلون في فرانس برس.
وبفعل الرياح، وصلت العاصفة بعد ظهر الجمعة من محافظة الأنبار في غرب العراق إلى بغداد ومحافظة صلاح الدين. وأعلنت السلطات المحلية ان عددا غير محدد من الأشخاص أدخلوا إلى المستشفيات جراء اضطرابات في التنفس ناجمة عن الغبار.
في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة العراقية في بيان «استنفار المؤسسات الصحية كافة لاستقبال حالات الاختناق التي قد تحدث بسبب موجة الغبار».
وقال ميثم الصافي مدير إعلام وزارة النقل لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الرحلات الجوية مستمرة حالياً».
وخلال ربيع العام 2022، شلّت العواصف الترابية المتكررة حركة النقل الجوي وتسبب بتعطيل المدارس والمؤسسات، وعرّضت الآلاف لحالات من الاختناق أدخلوا على أثرها إلى المستشفيات.
بحسب الخبراء، فإن هذه الظاهرة المناخية قد تزداد سوءاً في العراق. ومع تراجع الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وازدياد التصحر، يعدّ العراق من الدول الخمس الأكثر عرضةً للآثار السلبية للتغير المناخي في العالم وفق الأمم المتحدة.
و على مدى العقدين المقبلين، من المتوقع أن تشهد البلاد «272 يومًا من الغبار» سنويًا وفي عام 2050 ستصل الأيام المغبرة إلى عتبة 300 يوم وفقًا لمسؤول من وزارة البيئة.
وبحسب عامر الجابري، المتحدث باسم دائرة الأنواء الجوية العراقية فإن سبب تصاعد ظاهرة العواصف الترابية في العراق هو «الجفاف وقلة الأمطار وجفاف الأنهر وهشاشة التربة وعدم تماسكها»، مضيفاً لفرانس برس أن «افتقار البلاد أيضاً للغطاء النباتي… وجرف الاراضي الزراعية»، يساهمان في تردّي الوضع.
ومن بين الاجراءات المتخذة للحدّ من هذه الظاهرة، تتحدث السلطات عن إنشاء أحزمة خضراء حول المدن، تشكّل رادعاً أمام العواصف الترابية.
ومنتصف آذار/مارس، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إطلاق مبادرة تشجير لمكافحة التصحر والعواصف الترابية تتضمّن «زراعة خمسة ملايين شجرة ونخلة في عموم محافظات العراق».