تجربة شعرية

تجربة شعرية
عوّاد ناصر
يو. أي. فانثورب واسمها الكامل هو Ursula Askham Fanthorpe) شاعرة انكليزية 1929 2009 أمضت شبابها في كنت ودرست في كلية سانت آن، أكسفورد، وعملت مدرسة للغة الإنكليزية قبل أن تعمل في مستشفى للأمراض النفسية، ومن هنا انطلقت شعرياً، مستلهمة معاناة المرضى وتجاربهم فأصدرت ديوانها الأول أعراض جانبية 1978 في وقت متأخر نسبياً. بدأت بكتابة الشعر عام 1974، بعد أن تركت العمل في تلك المشفى، لكنها سرعان ما ثبتت قدميها على طريق الشعر، ونشرت أكثر من خمس عشرة مجموعة شعرية وكتاباً، وحظيت بتقييمات نقدية جيدة وحازت على جوائز عدة من بينها جائزة ميدالية الملكة الذهبية للشعر عام 2003 لتصبح المرأة الخامسة التي تنال هذه الجائزة خلال سبعين عاماً منذ تأسيسها.
تقول فانثروب تكمن أهمية الشعر في أنه يبلغ تلك الأماكن التي لا يمكن أن تبلغها الأنواع الأخرى من الكتابة.
نعم، النثر مهم، لكنه الأخ الأصغر للشعر، لأن النثر يقتحم حياتنا متأخراً، بينما يرافقنا الشعر منذ الولادة عبر تنويمات الأمهات لأطفالهن ليستمر حتى التراتيل على قبورنا، وهكذا تراه هناك في كل وقت، بل هو أكبر من اللحظات كلها.
مكان للكتابة؟ حسناً، الأماكن كلها تصلح للكتابة، لكن ثمة أمكنة أفضل من غيرها، إذ بإمكاني الكتابة في القطار أو في الطابق العلوي لحافلة عامة، لكن المطبخ هو القاعدة الأساسية للكتابة. أحب أن أكون مثل جين أوستن في أن أخبئ أوراقي عندما يدخل شخص ما. كما أن للأقلام أهمية كبيرة عندي، فثمة ثلاثة أقلام أحتفظ بها في جيبي.
تضيف فانثروب أما القصيدة فهي تبدأ في أساليب متنوعة، وأولها ما يتحدث به الناس، لأنهم بحاجة إلى أن يقولوا شيئاً ما. قصيدتي المعنونة الجندي تين بشأن جندي وجد نفسه في وحيداً، بعد هجوم ألماني عام 1918، إذ قتل جميع أفراد مجموعته، فانسحب وسط مشاعر على غاية الوحدة لأنه فقد الانتماء إلى الجماعة، ولم يتبق سوى التفكير بالانسحاب والعزلة، وحيداً. كان حديثه معي مادة ممتازة لكتابة قصيدة.
عزلة الجندي المنسحب تين كانت واحدة من صور الحرب التي عاشتها وبقيت عالقة في ذاكرتها، فهي تصر على عدم تهرب الشاعر من أحداث عصره، وهذه واحدة من الإشارات الدالة على حساسيتها الشعرية والإنسانية، خصوصاً تلك الأحداث الكبرى التي ضربت عميقاً في تربة وطنها وتاريخها، وعالجتها بسخرية سوداء، وطنها الغارق بالدم في ميادين القتال.
توفيت فانثروب في ملجأ بإحدى الأديرة، قرب منزلها، بمدينة ووتن أندر أيج، كلوسسترشير Wotton-under-Edge, Gloucestershire) في لحظة شديدة العزلة، كما كانت العزلة إحدى ثيمات قصائدها الأثيرة، رغم عشقها للاستماع إلى أحاديث الناس والاقتراب منهم وملامسة حاجاتهم إلى المشاركة والحوار والتعبير عن الذات.
شاعرة عاشت المفارقة القاسية أن تكون مع الناس وعلى حدة، حيث يكمن الشعر في تلك المنطقة» اللحظة الغامضة، الرجراجة، الممتدة بين عزلة الشاعر وحساسيته التواقة للخروج من غرفة الكتابة، بكل ما تحتويه، من خصوصية وتوحد وتأمل، إلى الهواء الطلق، هواء الشوارع حيث يسير الناس ويثرثرون ويتألمون ويحلمون.
تعريفات
النثر يسير بينما الشعر يطير الشاعر الأمريكي غالاوي كينل.
الشعر هو كوقوفك على حافة بحيرة في ليلة مقمرة بينما ضوء القمر يشير دائماً، وبشكل مباشر، باتجاهك الشاعر الأمريكي بيلي كولينز.
الشعر طاقة، إنه جهاز لتخزين الطاقة وإطلاقها الشاعر التشيكي ميروسلاف هولوب.
كتابة الشعر’ مثل أن تحاول القبض على قطة سوداء في غرفة مظلمة الشاعر الإيرلندي روبرت غريسن.
AZP09

مشاركة