تجاهل نقدي – نصوص – مروان ياسين الدليمي
اصدرت مجموعتي الشعرية الثانية(سماء الخوف السابعة)عام 2009 وكانت مجموع نصوصها تفصح عن قلق شديد وهواجس مخيفة كانت تضطرم في داخلي،كلما ذهبت في زيارة قصيرة الى مدينة الموصل وتجولت في شوارعها وازقتها. .آنذاك كان المشهد العام ــ ينبئني ــ بأن المدينة ليست على حالها،وأنها تعيش مخاضا صعباً لم يكن في حُسبان إهلها،وفي كل زيارة لها ـــ وعادة ماكانت الزيارات متباعدة ــ كان هذا الاحساس المخيف يزداد رسوخا في ذاتي،فكنت أجدها ذاهبة وهي ترتعش من الخوف والقهر والذل ــ بفعل قوى خفية تمسك بخناقها ــ الى قدر مُرعب سيأخذها الى مسار خطير سيُهلك جوهر وجودها الأزلي القائم على التعايش الديني والقومي منذ قرون،وسينفض عنها حضورها المدني والثقافي،ناسفا بالنتيجة وداعتها وسلمها الاجتماعي.من هنا كانت “سماء الخوف السابعة”التي فازت في حينها بجائزة ناجي نعمان في بيروت عام 2010.لكن مايؤسف له أنها لم تجد اهتماما نقديا من قبل النقاد العراقيين،وقد يعود ذلك الى حد كبير إلى أني لم أكن من الأسماء المعروفة على ساحة النشر،إنْ لم أكن طارئا كما يعتقد البعض الآخر،ولربما لأنني جئت الى الكتابة الشعرية من حقل المسرح. .
ورغم انني كنت قد أهديتُ نسخاً منها الى العديد من الاسماء الشعرية والنقدية المعروفة عندما كنت التقيهم في مناسبات ثقافية مختلفة،والبعض ارسلتها لهم عبر البريد لأنه يقيم خارج العراق. وباستثناء القاص انور عبد العزيز،والشاعر شاكر سيفو،ود.اياد العبار، والصحفي سامر الياس سعيد. ــ وكلهم من مدينة الموصل ــ لم يكتب عنها اي من النقاد العراقيين !؟ .
ولأنَّ هذه المجموعة ــ بخصوصية التجربة التي فيها ــ تتمحور حول مدينة الموصل،وما طرَحَته من أسئلة جوهرية تتعلق بمصيرها ومستقبل وجودها الحضاري،وماكان ينتظرها في قادم الايام تأكَّد بالدليل القاطع بعد 10 / 6 / 2014،تأتي اهمية اعادة طبعها لكي يطلع عليها كل من يهتم بجمع كل مايتعلق بمدينة الموصل من نصوص ادبية(اشعار ،كتابات قصصية ،مقالات اضافة الى وثائق اخرى ) قبل وبعد سقوطها تحت سلطة داعش .


















