تباين آراء السياسيين والخبراء السوريين في تصريحات لـ الزمان حول معركة القصير

تباين آراء السياسيين والخبراء السوريين في تصريحات لـ الزمان حول معركة القصير
دمشق ــ الزمان
تباينت أراء الخبراء والمحللين الاستراتيجيين والمعارضة السورية في الداخل حول الانجاز الذي تحقق في مدينة القصير بريف حمص غربا يوم الاربعاء الماضي بحيث اعتبر خبيران استراتيجيان مقربان من النظام في سوريا ان ما حصل في القصير اليوم نقطة تحول استراتيجية، وستغير موازين المواقف الدولية في مسار الازمة السورية لاحقا، في حين اعتبرت معارضة الداخل ما حدث بأنه لا يشكل انتصارا . وسبق ان حدث شيء مماثل في بابا عمرو ولم تسقط الثورة السورية. وأكد رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ان اعادة الأمن والاستقرار الى منطقة القصير نقطة تحول استراتيجية وبوابة جديدة لانتصارات متتالية على جميع الأراضي السورية واحباط للمؤامرة وهزيمتها وهزيمة كل من خطط ودعم ماديا ومعنويا واعلاميا المجموعات الارهابية المسلحة .
وقال الباحث والمحلل الاستراتيجي السوري تركي الحسن لـ الزمان تعليقا على اعادة السيطرة الكاملة على مدينة القصير وتوقيتها الزمني ان ما أنجز في القصير اليوم موضوع هام جدا، والقصيرة بالذات لها طبيعة خاصة في الحرب التي تشن على بلدنا منذ اكثر من عامين ، مشيرا الى ان هذا الكلام جاء على لسان المايسترو الامريكي والغرب و الاقليم والاسرائيليون.
واضاف الخبير العسكري الحسن ان القصير كانت على الحدود السورية اللبنانية وهي عبارة عن مركز استقطاب وتجهيز وايفاد الارهابيين اليها، والتسليح والتسفير وتوزعه الى محافظتي حمص وحماة، ثم الى ريف دمشق والى دمشق في الغوطتين مؤكدا ان اهمية ما أنجز اليوم اننا اغلقنا هذه المسألة، وهذه النافذة المهمة للمسلحين .
وبدوره اعتبر الباحث والمحلل الاستراتيجي العسكري اللواء سليم حربا ان الجيش السوري اصبح في واقع مطمئن جدا بعد الانجاز الذي حققه في القصير، مشيرا الى ان الذين تضرروا من انجاز القصير هي اسرائيل التي كانت تعول على التجمع الارهابي في القصير.
وقال الباحث العسكري السوري حربا لـ الزمان ان ما حققه الجيش السوري في القصير هو تحول استراتيجي في اعادة السيطرة على الارض ، مؤكدا ان هذا الانجاز سيسرع في انهيار الارهاب، لافتا الى ان هذا الشيء سيغير مواقف بعض الدول الغربية تجاه حل الازمة السورية.
واضاف حربا ان سوريا تذهب الى المؤتمر الدولي في جنيف وهي ممسكة بزمام الامور على الارض وتمتلك موازين القوة ميدانيا وسياسيا ، مؤكدا ان هذا التصعيد لتقزيم ما جرى اليوم من قبل بعض الدول والتصعيد على المستوى الاعلامي والسياسي والاتهامات والاكاذيب تأتي لتشكل حالة ضغط على سوريا ليحصلوا على مكاسب سياسية ما عجزوا عنه بالعسكرة خارجيا وداخليا.
وقال حربا ان المؤتمر الدولي في جنيف وموافقة الدول على عقده هو حل لمأزقهم بعد فشل مشروعهم العسكري ومشروع الارهاب وليس لحل مشكلة الشعب السوري .
واعتبرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، يوم الاربعاء، أن النصر الذي حققته في القصير بريف حمص مؤخرا يعتبر رسالة واضحة الى جميع المشاركين بالعدوان على سوريا وعلى رأسهم اسرائيل وعملائها، وأشارت الى أنه حصلت على وثائق تثبت تورط جهات عربية واقليمية وأجنبية في سوريا، مبينة أنها قيد الفحص والتدقيق، وسيتم الاعلان عنه في الوقت المناسب .
وأعلنت وسائل اعلام رسمية أن الجيش السوري بسط سيطرته على كامل مدينة القصير بريف حمص، بعد معارك مع مقاتلين معارضين، في حين أعلن مقاتلو المعارضة انسحابهم من المدينة بعد مذبحة في المدينة أسفرت عن مقتل المئات.
ومن جانبه اعتبر صفوان عكاشة عضو هيئة التنسيق الوطنية المعارضة في الداخل ان ما حصل في القصير لا يعتبر نصرا ، داعيا الى وقف كل المعارك على امتداد ساحات سوريا من قبل طرفي النزاع.
وقال المعارض السوري لـ الزمان من المعيب ان يسمى ما حدث اليوم نصرا، القاتل سوريا والقتيل سوريا، وكل ما يجري من معارك هي خسارة للشعب السوري وعلينا ان نفكر جديا من اجل ايجاد حل سياسي للازمة السورية . واضاف عكاشة لا اعتقد ان السيطرة على القصير نصر استراتيجي او تقدم تكتيكي، وعلى الجميع ان يعلم ان لا أحد يستطيع ان يحسم المسألة عسكريا ولا يوجد منتصر ومنهزم لا النظام ولا المعارضة ، داعيا الجميع الى الاحتكام الى طاولة المفاوضات في جنيف للبحث عن مخرج سياسي سلمي للازمة السورية.
واشار الى ان القصير كموقع جغرافي كانت نقطة هامة لكونها حدودية وكانت تشكل نقطة امداد، مشيرا الى ان هناك مناطق استراتيجية اخرى ما زالت تحت سيطرة الجيش الحر في عدد من المحافظات السورية. وقال رئيس الائتلاف السوري المعارض بالانابة جورج صبرا، ان السلطات السورية سيطرت على مدينة القصير بريف حمص ، داعيا السوريين والجيش الحر الى رص الصفوف ، كما دعا الصليب الاحمر والهلال الاحمر لاغاثة القصير ، مشيرا الى ان جزءا غاليا من الاراضي السورية بات محتلا . وهنات طهران اليوم سوريا باستعادة سيطرة الجيش السوري على مدينة القصير بريف حمص ، مشددة على محاكمة بعض الاطراف التي تدعم العمليات الارهابية في سوريا والمسؤولة عن قتل الناس وخراب البلاد، فيما اعتبر حزب الله ان سيطرة الجيش السوري على القصير ضربة قاسية للمشروع الأمريكي، الاسرائيلي، التكفيري .
وتصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة الاشتباكات في عدد من المحافظات، في وقت يسقط المزيد من الضحايا يوميا، اذ قدرت الأمم المتحدة أعدادهم بـ 80 ألفا، فيما أضطر أكثر من 1.6 مليون للنزوح خارج البلاد منذ بداية الأزمة.
AZP02