تباطؤ التضخم السنوي في جنوب السودان والأمم المتحدة تحذر من نقص الغذاء

تباطؤ التضخم السنوي في جنوب السودان والأمم المتحدة تحذر من نقص الغذاء
متمردو كردفان: سنفرج عن العمال الصينيين المخطوفين قريباً

الخرطوم ــ الزمان ــ جوبا ــ رويترز: قال متمردون سودانيون امس انهم سيفرجون “قريبا” عن 29 عاملا صينيا احتجزوهم في ولاية جنوب كردفان الحدودية حيث يقاتل الجيش المتمردين منذ شهور. فيما أظهرت بيانات رسمية امس أن معدل التضخم السنوي في جنوب السودان تباطأ إلي 47.8 بالمائة في كانون الثاني من 65.6 بالمائة في كانون الأول مع تراجع تكاليف بعض المواد الغذائية. وأصبح جنوب السودان دولة مستقلة في التاسع من تموز بعد استفتاء جري بموجب اتفاقية السلام الموقعة عام 2005 التي أنهت الحرب الأهلية مع الخرطوم لكنه يواجه صعوبة في التصدي لأزمة اقتصادية واحتواء عنف القبائل والمتمردين الذي أدي لمقتل الآلاف في العام الماضي.
ويقول محللون إن التضخم قد يرتفع في الأشهر المقبلة بعد أن أوقف جنوب السودان إنتاجه النفطي الشهر الماضي احتجاجا علي احتجاز كميات من نفطه من قبل السودان الذي يمر الخام الجنوبي عبر أراضيه. ويشكل النفط 98 بالمائة من إيرادات جنوب السودان أحد البلدان الأقل تنمية في العالم. وبلغ التضخم السنوي 78.8 بالمائة في تشرين الثاني. وقال مكتب الإحصاء الوطني في نشرته الشهرية إن التضخم علي أساس شهري ارتفع 0.1 بالمائة في يناير مقارنة مع تباطؤ بنسبة 0.7 بالمائة في ديسمبر. وأظهرت البيانات ارتفاع تكاليف الغذاء والمشروبات غير الكحولية 40.6 بالمائة في يناير مقارنة مع 57.4 بالمائة في ديسمبر. لكن تكلفة السلع المنزلية ارتفعت 111 بالمائة في يناير مقارنة مع 99.9 بالمائة في ديسمبر.

نقص الغذاء
وقالت الأمم المتحدة إن جنوب السودان يواجه نقصا شديدا في الغذاء هذا العام لأنه سينتج أقل من نصف ما استهلكه في 2011 بسبب غزارة الأمطار وانتشار العنف. وأعاق العنف علي جانبي الحدود التبادل التجاري مع السودان الذي يأتي منه جزء كبير من احتياجات الجنوب لاسيما إمدادات الغذاء. وكان متمردون من الحركة الشعبية لتحرير السودان ــ شمال قد اختطفوا عمال البناء الصينيين الشهر الماضي في ولاية جنوب كردفان المنتجة للنفط المتاخمة لجنوب السودان الذي حصل علي استقلاله مؤخرا. وقال ارنو نجوتولو لودي المتحدث باسم المتمردين “سيتم الإفراج عن العمال الصينيين قريبا والمحادثات بين الحركة الشعبية لتحرير السودان ــ شمال والحكومة الصينية مستمرة”. وأضاف أن الغارات الجوية التي يشنها الجيش السوداني تعرقل الإفراج عن الرهائن مشيرا الي أن حركته تنتظر الآن اتفاقا بين السودان والصين لترتيب تسليمهم. ولم يتسن الاتصال بالجيش السوداني للتعقيب. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو وي مين للصحفيين في بكين إن دبلوماسيي السفارة علي اتصال بالعمال عن طريق الهاتف. وأضاف “في الوقت الحالي المختطفون في صحة جيدة وحالتهم المعنوية لا بأس بها وجهود إنقاذهم جارية. الصين تستخدم قنوات متنوعة وتتخذ كل الإجراءات اللازمة حتي تبدأ عمليات الإنقاذ لكنني لا أستطيع الكشف عن تفاصيل لأسباب أمنية”. وهذه هي المرة الثالثة التي يختطف فيها مواطنون صينيون في السودان منذ عام 2004 مما يسلط الضوء علي المخاطر التي تواجهها الصين في ظل توسعها الاقتصادي في افريقيا خاصة في المناطق الساخنة التي تتجنبها الشركات الغربية عادة. وتواجه بكين ضغوطا هائلة لتأمين عودة العمال بسلام. ودعت صحف حكومية الي المزيد من الحماية لعمال الصين في الخارج. ويقاتل الجيش السوداني متمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان ــ شمال في جنوب كردفان منذ حزيران. وامتدت أعمال العنف الي ولاية النيل الأزرق في الشمال في ايلول. وقالت الأمم المتحدة إن القتال اضطر 417 ألف شخص الي الفرار من ديارهم وقصد اكثر من 80 الفا منهم جنوب السودان. وفي الولايتين مجموعات كبيرة انحازت للجنوب في الحرب الأهلية التي امتدت لعقود وتقول هذه المجموعات إنها مازالت تعاني من الاضطهاد داخل السودان منذ استقلال الجنوب في تموز. والحركة الشعبية لتحرير السودان هي الحزب الحاكم حاليا لجنوب السودان بعد استقلاله وهي تنفي اتهامات الخرطوم بأنها تدعم متمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان ــ شمال علي الجانب الآخر من الحدود.

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZP02