تأهيل وترميم ما دمره داعش وإبراز عمق الحضارة الآشورية

(الزمان) تزور المتحف الحضاري بمدينة الموصل

تأهيل وترميم ما دمره داعش وإبراز عمق الحضارة الآشورية

الموصل – سامر الياس سعيد

اعادتني زيارتي للمتحف الحضاري في مدينة الموصل الى زيارة سابقة كانها كانت توديعية اذ جرت قبل نحو شهرين او اكثر من سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم داعش وتلك الزيارة اتمست بطابع الرحلات المدرسية اذ اصطحبت من خلالها تلاميذ مدرستي التي كنت ادرس فيها وهي مدرسة ام المعونة فبقيت صور تلك الرحلة راسخة بذاكرتي لاسيما واننا شاهدنا الكثير من المعروضات رغم ان المتحف كان وقتها مغلقا بسبب خضوعه لحملة ترميمات لكن ما بقي رسخا هو مكتبة المتحف والاعداد الكبيرة من المجلات والدوريات التي كانت تخضع للجرد والتصنيف ومنها مجموعة من اعداد المجلة المعروفة بنوشينال جيوغرافيك بطبعتها الانكليزية.

تدمير معروضات

اما زيارتي الاخيرة فقد دارت فيها صور ما ابرزه عناصر تنظيم داعش من خلال اقتحامهم للمتحف وتدميرهم لمعروضاته واعتقد انها كانت في عام 2015 حينما نشر التنظيم تلك المقاطع الفيديوية التي تبرز تحطيما وتنكيلا بمعروضات المتحف واسقاط التماثيل وكانها مهمة بارزة يتوجب الاصداء لها وابرازها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لذلك كان سؤالي الاول لمرافقي وهو من العاملين على تاهيل المتحف ومعروضاته عن الموقع الذي صور التنظيم تلك المشاهد فاجابني بانها في الموقع الاخر الذي هو حاليا مغلق بسبب انشغال العاملين وكوادر المتحف على تاهيله والاهتمام به لغرض افتتاحه قريبا حيث تجري تلك الاعمال باشراف خبير اثري فرنسي يعمل على تجميع منصة اشورية حطمها داعش لتعاد كما في السابق اما القاعة المفتوحة حاليا فهي قاعة البهو الملكية وهي عبارة عن ملحق للمتحف تم ابراز نشرة باهم معروضات المتحف السابقة واعطاء نبذ عنها باللغتين العربية والانكليزية حيث اسال مرافقي عن بعض تلك الصور فيؤكد انها فقدت بعد ان تم توثيقها في اجنحة المعرض قبل التدمير ومنها تماثيل تابعة للعهد الاشوري اضافة لمحراب جامع بنات الحسن والذي اختفى من المتحف بعد فترة سيطرة داعش اذ ان الصور التي بثها التنظيم لم تكن مقتصرة على التخريب فحسب بل كانت لها كواليس لسرقة النفائس والاثار المهمة من المتحف والتغطية عليها بابراز صور التدمير المتعمد لتلك الاثار والتي يظهر بعضا منها في الصور التي اتخذت شكلا حلزونيا لابراز المتابع عما كان المتحف يحويه من معروضات واثار .

حواضر الموصل

الى جانب ذلك يبرز في تلك النشرة التي تاتي باللغتين الانكليزية والعربية بعض حواضر الموصل الاسلامية والمسيحية لاسيما في اطلالاتها التاريخية ومن بينها صورة لكنيسة الساعة التي تسميتها الرسمية هي كنيسة الاباء الدومنيكان او اللاتين في مدينة الموصل ولاهميتها وابراز الساعة التي تعلو برج الكنيسة فقد سميت المحلة التي تقع فيها بمحلة الساعة وهي الساعة التي اهدتها زوجة الامبراطور نابليون بونابرت للاباء الدومنيكان بعد جهودهم المهمة في محنة الموصل اثر اجتياح وباء الطاعون رغم ان الساعة المهداة حملت ايضا مفارقات وسط المجتمع الموصلي المحافظ لشعور بان مشغل تلك الساعة الضخمة يراقب يوميات البيوتات الموصلية الواقعة اسفل البرج وهذا ما حدى بالاعتراض ورفع الشكاوي ..

زيارة مهمة تبدو فيها الامال معلقة على عودة هذه الحاضرة التاريخية للمدينة لتكشف للاجيال اللاحقة عمق الحضارة الاشورية وابرازها لاهالي المدينة لكي يشعروا بفخر الانتماء لتلك المكانة التاريخية في العالم

مشاركة