هشام عبد الكريم
١
لم يفكر
بكمية العسل
التي رأها في تلك المناحل
بل كان يفكر بمصير النحل
في الشتاءات الباردة
٢
حينما خانه قلبه
لم يطرق على بابه
أي ٌّ من أولائك الملائكة
ولم يرسل له أحد منهم
سلاما ً مع العصافير
ولو على
سبيل المجاملة
كلهم كانوا غائبين
وهو يبتسم
مستحضرا ً معهم
تاريخا ً
ملؤه العثرات
٣
كيف لا يحزن
وعيناه تطالعان
فجر خراب
وكفاه تطبقان
على أمنيات هاربة
٤
مازال يؤمل نفسه
بنهارات قادمة
ستنفض عنه
غبار سنواته الفائتة
٥
لا تمش
وراء من لا يعرف
وجهته إلى أين
سر وحدك
واجعل من قلبك
بوصلة واتبعها
لست وحدك
من سيفعل هذا
سر وامض
رافعا ً
جبهتك السمراء عاليا ً
فمن سواك
تليق به الكبرياء
في أزمنة العدم الصدئة
٦
لم تدهشه
كلاب الصيد السلوقية
وهي تركض خلف
فرائسها الخائفة
بل أدهشه
ذلك الصياد الذي
كان يعلم
أنها تركض وتركض
ولن تنال
سوى عظمة نيّئة
٧
لم أطلق نارا على أحد
لكن النيران تحاصرني
من الجهات الأربع
٨
لم أطفئ مصباحا ً
في الشارع
لكن الظلاميين
نشروا عباءات ظلامهم
من حولي
٩
كنت مثلك يا غاندي
وكانوا مثل نيرون
فهل يمكن أن نلتقي ؟
١٠
حتى تلك العصفورة
تحولت صقرا ً
بعد أن رحلت
وفي منقارها
آخر لحمة من قلبي
١١
أية سماء هذه التي
تحولت صولجانا ً
وأي نهر هذا
الذي يجري دما ً
في بلاد
غادرتها النجوم ؟
١٢
كان بإمكان زوربا
أن يرقص إلى ما يشاء
ولكن ليس
على اجسادنا
١٣
لم نعد نحتمل فَقد أحبتنا
لم تعد أيادينا قادرة
على لم ما تناثر منا
لم نعد
لم نعد
لم نعد
١٤
الصغار
طعنوا عفاف أيامنا
… مذ ذاك الحزن
والسماء خجلى
والبلاد مؤصدة الأبواب
١٥
قلها ولا تخف
في قانون الغاب
يبقى الغالب حاكمنا
والحسم هنا
للأظفار وللأنياب
٠٠
الموصل ٢٠٢٣