تآمر غير رياضي على العراقيين
فاتح عبدالسلام
منتخب العراق لكرة القدم بات نافذة الأمل الوحيدة التي تسد كلّ منافذ الانشقاق والانقسام والتشرذم كلّما فتحها أحد في الداخل أو الخارج على العراقيين. هذا المنتخب الذي دفع السياسيين المتنحارين إلى جحورهم عندما خطف بطولة كأس آسيا قبل سنوات، هو ذاته الذي يتقدم سريعاً في خليجي 21 على أمل أن ينال نتيجة تمنح العراق قوة معنوية كبيرة في دعم تنظيمه خليجي المقبل في البصرة.
فجأةً تظهر دعوات غريبة من دولة خليجية هنا أو هناك لاقصاء العراق عن البطولات الخليجية وهي دعوات لا تفسر إلاّ سياسياً لكن بطريقة تستعدي شعب العراق كله وليس الحكومة الزائلة اليوم أو غداً، على أية دولة تريد النيل من مكانته في اللعبة التي تشغل وجدانه في أيام المحنة العراقية الطويلة.
تصريحات خليجية غير موفقة تماماً ظاهرها الرغبة في تقليص عدد الفرق وتقليل زمن البطولة وباطنها سياسي محض. كنت آمل أن يسحبها مطلقوها أو أن يرسل العقلاء في الخليج رسائل تغطي على هذه الهفوة الكبيرة لكن ذلك لم يحدث، ولم يعد مهماً للعراقيين لا أقصد الحكومة ان يأتيهم إقصاء من جهة رياضية بعد أن أصابهم جور وظلم وغبن وإجحاف في شؤون كثيرة من حكامهم ومن الحكاّم الذين ساووا بين شعب العراق وحكومته ذات يوم وداسوا جميعاً على الأخضر واليابس وكل ما هو عراقي في ركاب الحروب التي دمرت العراق لأجيال. وحين كانوا يقولون إن في العراق شيطاناً يحكم لا يعني إنهم كانوا حينها قديسين وصالحين وأتقياء أنقياء.
البصرة تزهو برغم كل شيء على رأس الخليج ويستحق أهلها تنظيم خليجي المقبل وليس المشاركة فيه. وللسياسة موازين أخرى ومكاييل لا تنفع في الملاعب لأنّها تحرثها وتدمرها.
AZP20


















