بروين حميد مجيد
السياسات النقدية ووضع الأسس العلمية لها وإيجاد المخارج الأمينة لها في حال حدوث طارئ أياً كان….
هنا في العراق ومع غياب الثوابت في هذا الحيز…
تظهر التذبذبات في أنظمة الحماية الاقتصادية التي يتحتم ان تحيط بمجالات الاقتصاد كافة….
رؤىً مختلفة…. تارة تهمّ بالتنظير وعقد الملتقيات الكبيرة والتواصل مع أصحاب الشأن… وأخرى في استصدار القرارات وتنفيذها مهما كانت نتائجها…. وفي كلتي الحالتين هناك طرف خاسر أبداً وهو الإنسان المعدم الذي تتقاذفه ريح الفقر وآفة العوز….
فبعد كل مااعتراه من ضيق العيش في ظل التخبط الذي لف مشهد الاقتصاد العراقي وهو يترنح في اتون غصة صناعة مفقودة وزراعة خجولة ومساحات غطاها الجفاف ومياه حجبت عنا منابعها….
أصبح الفرد العراقي عرضة بل هدفاً حقيقياً لمضاربات تجار العملة، تجار الأزمات…
قبل أكثر من عامين استيقظت جموعنا على خبر صادم تلخص بطفرة كارثية للدولار عندما وصل ال ١٥٠ ألفاً ديناراً عراقياً،
في قرار ارتجالي لم يستند الى الحكمة والعقلانية حيال هذه الضحية التي أضحت وعاءً يمتلأ بمقررات الحكومة وعليه ان لايطفح أبداً….
أستحضرت فيه الحكومة حجة معالجة التضخم الذي اكتنف الاقتصاد العراقي….
ولكن ماهي النتائج المستقاة؟
فلا معالجة تذكر ولا انتعاش لاح في الأفق…
بل أرقام تظهر في الإعلام على أنها نتاج صحيح لخطة مثالية انتهجتها الحكومة… بين القيمة والأخرى يظهر البهرج الاعلامي والتطبيل لما تحقق من تراجع للتضخم ولكن لم يجنِ المواطن المسكين الا ارتفاعاً في أسعار قوته ومستلزمات عيشه…
وكارثة الأيام القليلة هذه قد زادت من معاناته وهو تتلاطم به أمواج المضاربين في سوق العملة ليلامس الدولار سقف ال١٦٠!!،
والأسباب واضحة للعيان…
وعود سابقة بخفض سعره…. ومؤشرات تبعها لاتبعث على الثقة… توضحت في تلاعب المضاربين وسطوة المتنفذين من أحزاب السلطة… وضعف السيطرة والتحكم الحكومي…
بمجموعها أصبحت كابوساً يخنق بقبضة غابت عنها الإنسانية ملايين الفقراء في عراق بات يرزح تحت خط الفقر والفاقة….
ونحن بصوتنا الإعلامي ومتابعتنا اليومية وعلى مدار ساعاته تلك الحركة الجنونية في سعر الصرف… لابد أن نقول كلمة الفصل…
ونعلو بسقف المطالبة بوقفة حكومية جريئة وقرارات سريعة تنقذ المواطن من تلك القبضة المميتة التي تهدد الملايين وتنذر بعواقب وخيمة وظواهر لاتحمد عقباها نحن في غنىً عنها… فالظواهر الإجتماعية الجديدة الخطيرة التي شاعت في المجتمع كانت نتائج رئيسة للفقر وضعف التحكم وسوء الإدارة في المفاصل كلها… رفقاً بالفقراء فهم يمثلون الكبوة والاخفاق الحقيقيين لسياسات الارتجال وقصر النظر وغياب الاستراتيجيات….