بيـضــاء.. بـيـضــاء ـ سبتي الهيتي
بيضاء ، يا فتية الأنبار رايتكم
بها رفعتم بحق راية الوطن
بيضاء بيضاء يحدوها الربيع فقد
جفت ضروعٍ من الأسقام والمحن
بيضاء تلمع تحت السيف ما برحت
والسيف لم يلوه عصف ولم يلن
فظل يلمع في الأعماق من غضبٍ
وبين حدّيه عين قط لم تخن
فقد ملكتم بها أنظار من سلكوا
درب الكفاح فصرتم قدوة المدن
بثورةٍ ولسـان الصدق يعلنها
وأنتم أهلها في كل ممتحن
ففي المضايف فاحت طعم قهوتها
ممزوجة بدم الفادين في المحن
وفي بيوت النشامى أورقت وزهت
عروسة لم تذق مراً ولم تهن
قد عانقتها قلوب الأمهات وقد
زفت على العز لا في غفلة الزمن
لكي تصان بأخلاق الرجال وهم
أهل التجارب من فادٍ ومن فطن
حتى تسامت على هامات من نذروا
لها نفوسهم تفدى بلا ثمن
وهم يعانون من جورٍ ومن عنتٍ
يعي ، ومن شجن يفضي الى شجن
فأعلنوها سلاماً ليس يعدله
إلا عراقاً بلا ظلم ولا ضغن
ليخرسوا كل صوت كان يوصفهم
بأنهم محض شيء تافهٍ نتن
ويصرخوا بالطغاة الجاثمين على
صدر المساكين من درعا الى عدن
الغاصبين بلا حق ولا خجل
خبز اليتامى وزاد الروح والبدن
والسائقين ألوف الأبرياء بلا
ذنبٍ الى السجن أمواتاً بلا كفن
الى حجور تحيل الناس من ضنك
أشباه ناس بلا أهل ولا سكن
تطالهم تهمة الأرهاب يطلقها
من أستبد بهم في وحشة الزمن
بيضاء يا فتية الانبار رايتكم
وسوف تعلو بلا يأسٍ ولا وهن
فقد تسامت بلا نارٍ ولا حطبٍ
تلوح للعقل قبل العين والأذن
حتى أريق الدم الفادي فصيّرها
حمراء تكتم غيض الكاظم الفتن
فصار في كل بيت للثبات فم
يقوى على من يريق الدم أو يخن
وبات للحق صوت لا يهاب ولا
يخشى من الظلم في سرّ وفي علن
يا سعدها ساحة للعزّ غامرة
بكل أصل وفرع غير مرتهن
تسعون يوماً ، ومازالت مباركة
فلن تهادن في أمر ولم تهن
فللمروءة حق حين تطلبها
مظلومة حرمت من نظرة الأبن
ثم أستفزت بمن هانوا كرامتها
ظلماً ، وماتت بدعوى المخبر العفن
حتى أستهان بيسر الناس عسرهم
وفي المنازل ضاعت هدأة الوسن
وضاق بالناس عيش ليس يصحبه
إلا الكراهة ، بين الحقد والفتن
فأضحت الجمعة العرباء تجمعهم
على المروءة والأنصاف والسنن
كلّ ينادي ، وكل ثابت جلد
ليقرن العزم في حزم لمقترن
فأن يؤذن في رأد الضحى علناً
حيوا الى الحق يبقى الصوت في أذني
مردداً وعيون الكادحين أسى
يبقى الفرات بلا ماء ولا سفن
حتى يعود نخيل الشط من ظمأ
يمشي على الماء ملهوفاً على الوطن
لأن في تونس الخضراء ما برحت
شمس العروبة بين الشام واليمن
وفي العراق فشمس الله باقية
تعلو على كل دجال ومستهن
فالحق حقٌ ، ويبقى من يسير على
طريقه الصعب مزهواً على الزمن
AZP09


















