
نصّار النعيمي
الموصل–
عندما تكون الكتل السياسية تمتلك السلطة تكون حظوظها الاكبر في التلاعب بمشاعر الناخبين، قد تطلق مشاريع جديدة، او تعلن عن انجاز مشاريع حكومية في محافظة او اخرى ليست سوى خطط حكومية ضمن موازنات تلك المحافظات وبدء المشهد يتكرر هنا او هناك.
محافظة نينوى ومدينة الموصل خصوصاً، التي مازالت تعاني من دمار بنيتها التحتية، أصبحت اليوم الحصان الرابح في السباق فخلال اقل من شهرين زارها العديد من الوزراء والمسؤولين واخيراً وصل اليها رئيس مجلس النواب في زيارة هي الاولى من نوعها ومكث فيها عدة ايام.
تجول رئيس البرلمان برفقة محافظ نينوى وبعض مديري الدوائر في عدد من مناطق المدينة وبعض اطرافها معلناً عن خطط جديدة لإعادة اعمار المدينة التي ما زالت منطقتها القديمة جاثية بحطامها المرير على ضفة نهر دجلة الخالد.
تباينت اراء الموصليين في مطالبات حقيقية لرفع الحيف عن نينوى واهلها، منها المطالبة بإنهاء موضوع التصريح الامني وتعويض المتضررين واعمار البنية التحية المدمرة وخاصة المستشفيات والجسور والمدارس والطرق الخارجية والداخلية وغيرها من متطلبات الحياة الرئيسية.
محمد محمود عكله مدير لجنه تعويضات نينوى أكد ان تأخر التصريح الأمني لسنوات وتأخر التخصيص المالي هو من أكبر المعوقات في تأخر انجاز المعاملات وتم تقديم مقترح إلى بغداد لتشكيل لجنه أمنيه في محافظه نينوى من الامن الوطني والمسألة والعدالة للبت بمعاملات التعويض من دون الحصول على الرد، كاشفاً عن وجود اكثر من 9000 معامله منجزة بالكامل بانتظار تخصيص قرابة 200 مليار دينار عراقي لصرفها لمستحقيها.
الباحث في الشأن الاقتصادي الدكتور خالد حامد طالب كل المرشحين والحكومة العراقية بأن يدعموا نينوى عن طريق دعم وتنمية القطاع الخاص، وتفعيل الملاكات الادارية وتعيين كوادر شبابية بدل اللذين احيلوا الى التقاعد في دوائر نينوى من دون ان تعوض جميع الوزارات عنهم بتعيين الخريجين الجدد لتضخ دماء جديدة.
الكاتب السياسي الموصلي عبد الجبار الجبوري انتقد حكومة نينوى المحلية لانها لم تصطحب رئيس البرلمان الى الاحياء المعدمة والفقيرة في جانبي مدينة الموصل واخذته الى مناطق راقية، كما انتقد تجيير انشاء بعض المشاريع لرئيس مجلس النواب مثل مشروع اعادة اعمار مطار الموصل ومستشفى الابحاث السرطانية في جامعة الموصل، معتبراً، ان الزيارات المكوكية لجميع الكتل السياسية دعاية انتخابية لا تغني ولا تسمن من جوع، مطالبا رئيس مجلس النواب بأن يعمل على استحصال حقوق نينوى من مصدر القرار في العاصمة بغداد وليس اثناء القاء خطب ومطالبات للحكومة المركزية عبر تجمعات حزبية في مدينة الموصل المنكوبة.
واخيراً تصاعدت التصريحات الاعلامية بين رئيس مجلس النواب وبين الوقف السني بعد مطالبة الحلبوسي للوقف بالإسراع بإعادة اعمار جامع النبي يونس الذي دمره تنظيم داعش، بينما رد الوقف على لسان مسؤول مشاريع الوقف السني سالم الجنابي الذي حضر على رأس وفد الى الموصل ونظم مؤتمراً صحفياً قال فيه” أن هيئة الاثار والوقف السني قد منحت البعثة الالمانية مدة خمسة اعوام للتنقيب الآثاري تحت بناية الجامع المدمرة، ولا يمكن في الوقت الحاضر النكوث بالعقد المبرم بين العراق والجامعة الالمانية المسؤولة عن بعثة التنقيب.
زيارات مكوكية، وتصريحات نارية، لا تعدو سوى دعايات انتخابية مبكرة، وما يعني الموصليون سوى انتشال مدينتهم من الدمار الذي لحق بها حقيقة ،و لا تعنيهم كل هذه الصراعات السياسية التي قد تستميل المواطن العراقي في محافظات اخرى، أما الموصل يا سادة فأبعدوها عن صراعاتكم ولا تجعلوها مطية للوصول الى غاياتكم.