بورصة الضمائر

بورصة الضمائر
كثيرا ما سمعته يرددها ويكتبها في مقالاته الساخرة والجادة كن مهنيا وحياديا وصادقا في انتقاء المصادر ويسبغ علي بقواعد وأدبيات الصحافة ومنذ ذلك الوقت وأنا اردد مع صدى صوته البقاء للأصلح هكذا هو أستاذي الأول لم يساوم يوما على حساب المبادئ ورفض أن يكون تاجر كلمة وكثيرا ما أدخلنا تزمته بعصاميته تلك في سؤ فهم وتقاطع لعلمنا بكثرة العروض المغرية التي تلقاها من صحف وفضائيات تدعي الاستقلالية وتؤله الحزبية في وقت سأم أطفاله اجترار الحروف والكلمات صباحا ومساء وهو يذكرهم بسيرة الأولياء والصالحين هذا الحال كثيرا ما دفعني للاحتجاج عليه بل ونعته بالغباء لكني وبعد سبع سنوات فقط اكتشفت إني كنت الغبي الوحيد والتاجر الذي فشل في تصريف حروفه، في حين شق البعض الآخر طريقهم في مدينة الحروف وازدهرت تجارتهم في سوق النخاسة . أستاذي أجاد عرض بضاعته وتسويقها مع كل المناسبات الوطنية وغير الوطنية، واستساغ كثيرا حياة الخفافيش ما إن يغمز له ظلام الليل ورائحة المعتق ليتحول إلى تله من الإثم وما الضير مازال دكان المثاليات القريبة من حزبه إلاسلامي مشرعا أبوابه ليبيع عليهم أقراصه المخدرة فأسس بذلك مدرسته الخاصة في صنعة وعاظ المتحزبين قد أكون تفاجأت حينها لكن ليس ألان فالذاكرة لم تعد تتسع لعدد المتساقطين مع أوراق الخريف البعض اعرفهم أستاذا وقدوة ومرشدا روحيا كهذا المتلون بلونين وبعضهم لم اعرفهم لتمازج الألوان علي وأخرين اجتازوا مرحلة التلون بألوان الحرباء ليبدأوا بذر أصباغهم في عيون القاصرين أما أنا فربما أكون فاشلا في تجارة الأصباغ والحروف والأرقام وبيع قواميس التذلل، والتملق كما أتقنها أساتذتي الكبار إلا إن فشلي هذا في بورصة الضمائر النافقة صنعتي الوحيدة التي اعتز بها لأنها لم تأت منة من احد، فأعلنت كفري بما يدعون وطهرت جيبي بفاقتي .
صالح مهدي الكناني
AZPPPL

مشاركة