بود كاست – مجيد السامرائي

بود كاست – مجيد السامرائي

هي كلمة طارئة لم تدخل ضمن ما اقرته المجامع اللغوية مثل (اجندة او ترند)…حيث وصف القائمون دخول المفرده( كده حاف) كما يعقب خبير مصري في مجمع اللغة العربية بانه  (كسل معجمي) باعتماد ألفاظ أعجمية مستوردة.كان بإمكاننا نظرياً تفعيل بدائل عربية مثل «الصدارة» أو «رائج» أو «الأكثر انتشاراً»، لكن المُعرّب المجمعي رأى أن الاحتفاظ بكلمة «ترند» بأصواتها وهيئتها الأجنبية أكثر دلالة على المعنى الحضاري الذي تُعبر عنه في إطار الثقافة الإعلامية ومواقع  التواصل. اجندة ايضا قبلت على مضض اعقبتها بود كاست.

وتعال ياعم شيلني :

البودكاست هو دمج بين كلمتي آي بود وبين كلمة برودكاست (بالإنكليزية: )Broadcast)‏ أي النشر أو البث.او وفق آخر تحديث  : البث الصوتي، أو البث الجيبي، أو التدوين الصوتي (وهو أحد وسائط الإعلام الرقمي الجديد )..

 المهم انني حين كنت  ببغداد تلقيت عدة دعوات للمثول امام  هذا (البث الجيبي ).. فكان امامي طريق واحد هو الرفض بكل ما لااملكه ومن دبلوماسية ( التي لم تعرب ايضا ) وعذري في ذلك غير مقبول … فاصحاب العروض يصفونني ( بشيخ ) المحاورين !

على الفور تذكرت :

اتدري لماذا يصبح الديك صائحاً، يردد لحن النوح في غرة الفجر؟ ، ينادي لقد مرت من العمر ليلة ،وها انت لا تشعر بذاك ولا تدري

اذكر يوم قدمت   برنامج (قطار العمر) عرضت على ( شيخ المعلقين الرياضيين ) مؤيد البدري وقد اقلني بسيارته الى باب المعظم  وانا غير مصدق لكرمه مع شاب ثلاثيني  في سني ذلك الحين واذكر انه قال لي : حبيبي تروح على الكل وتجيني خليني بقطارك بآخر فاركون !

 اليوم صباحا وجدت على صفحتي تعليقا (لمتابع ) باسم مستعار وحساب مغلق يضع على صفحته صورة آخر ملوك العراق بعمر خمس سنين  مشفوعا بتعليق نصه التالي  : (أطراف الحديث مثل العراق قديمه أجمل من حاضره)!.ماذا يمكنني ان اقول في حوار لم تعرف أوائله من أواخره ؟  ثم إنني اجد البطولة في السؤال … هكذا شعرت عندما لبيت دعوة الراحل عباس حمزة الذي وصف بأنه كلاسيكو في برنامج الطريق … حينها سألني : هل تحسب لي حسابا ؟ فكان ردي :

فلا هجمت بها إلا على ظفرٍ … ولا وصلت بها إلا إلى أملِ

وكنت اود الخروج من هذه المباراة بالتعادل – لاغالبا ولامغلوبا-  بنقطة واحدة فوق الجبين مثل اكليل الغار! وانا لااتفرج على اي حوار اجري لي او مع غيري  الا للمرة الاولى  ولقد علمت خلال وظيفتي محاورا ان هناك اصحاب اصوات ساحرة من مطربين ومؤدين ومذيعين لايحبون اصواتهم وانا كذلك  …  مع إن شحاذة في دوار الواحة بعمان تحمل هاتفا نقالا افضل من هذا الذي اقتنيه الان قالت : صوتك احلى من التلفزيون الذي يظلمك فانت بعدك زغير !   ضحكت  فنفتحها بدينار اخضر وانا اسمعها تردد : فدوه بريزة ( ابمايعادل  عشرة قروش والشلن خمسة ).

ماعلينا  : لاينبغي ان اقول الحقيقة كلها مادمت غير خاضع للتحقيق تحت الضغط والاكراه بوشاية من المخبر السري .. ثم ان الناس قد اخذتني ( بالعين الكبيرة )وانا السع واطير كما كان يفعل محمد علي كلاي بطل العالم دون منازع في الملاكمة  .

 اخشى ان يقال لي مثلما في مسرحية (شاهد مشفش حاجة ):حين رد عادل امام على المرحوم عمر الحريري قائلا: (ده انت طلع اي كلام ياجدع) وكان ذلك الرد الساخر على ماقاله الحريري بان المادة التي تم العثور عليها بمنديل عادل امام لم تكن دما بل افتكرها ضابط المباحث وهو برتبة مقدم شرطة انها دم وعليه فان الحريري مقدم الشرطة الهمام.

في رأسي يتردد صوت نزار الذي لم احاوره :

إذا كنا سنكذب مرة أخرى ، ونخدع مرة أخرى الجماهير التي كنا خدعناها، ونرعد مرة أخرى ، ولا مطر ..سأجمع كل أرواقي ..وأعتذر..

مشاركة