النشاطات البشرية سبب كل الاحترار ولا أثر للعوامل الطبيعية
باريس- موسكو -الزمان -(أ ف ب) :
لاحظت دراسة حديثة أن الاحترار الذي طرأ على مناخ العالم منذ بداية العصر الصناعي يعود بأكمله تقريباً إلى النشاطات البشرية، مشيرةً إلى أن الأسباب الطبيعية التي ساهمت فيه تكاد “لا تُذكر”.
وازدادت حرارة كوكب الأرض أكثر من درجة مئوية واحدة منذ منتصف القرن التاسع عشر، ما أدى إلى زيادة الظواهر الجوية القصوى في كل أنحاء العالم، كموجات الحرّ الشديد والفيضانات والأعاصير.
وسعى فريق دولي من العلماء إلى تحديد الاحترار الناتج مباشرة عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المرتبطة بالنشاطات البشرية، والجزء المرتبط بـ”التأثيرات الطبيعية”، أي العوامل الطبيعية كالانفجارات البركانية الكبيرة وتقلبات الإشعاع الشمسي التي غالباً ما يستعين بها كأمثلة منكرو مسؤولية الإنسان عن الاحترار.
واستعرض معدّو الدراسة التي نُشرت الاثنين في مجلة “نيتشر كلايمت تشينج” 13 نموذجاً مناخياً مختلفاً لمحاكاة التغيرات في درجات الحرارة وفقًا لثلاثة سيناريوهات: في الأول يشكّل الهباء الجوي المساهم الوحيد في الاحترار، وفي الثاني لا تُحسّب إلا التأثيرات الطبيعية، وفي الحالة الثالثة تؤخذ انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الاعتبار.
وخلص الباحثون إلى أن النشاط البشري ساهم في الاحترار بمقدار 0,9 إلى 1,3 درجة مئوية، وهو تقدير يتطابق مع الاحترار الحالي. وقال ناثان جيليت من المركز الكندي لنمذجة المناخ والبيئة وتغير المناخ لوكالة فرانس برس إن نتائج الدراسة “تُظهِر بوضوح أن ظاهرة الاحتباس الحراري سببها الإنسان في المقام الأول”.
ويهدف اتفاق باريس عام 2015 إلى إبقاء ارتفاع معدّل احترار كوكب الأرض تحت مستوى درجتين مئويتين، وإذا أمكن 1,5 درجة مئوية. إلاّ أن تحقيق هدف الـ1,5 درجة مئوية يتطلب الحدّ من الانبعاثات بنسبة 7,6 في المئة سنوياً بين عامي 2020 و2030 وفقاً للأمم المتحدة، وهو رقم قريب من الانخفاض المسجّل سنة 2020 ولكن بسبب بسبب جائحة كوفيد-19. وفي ضوء نتائج الدراسة التي نشرت الاثنين ، قد يكون الاحترار الناجم عن النشاط البشري “بات قريباً من سقف 1,5 درجة مئوية”.
فيما نزل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مياه جليدية تبلغ حرارتها عشرين درجة مئوية دون الصفر قرب موسكو، عملا بالطقوس الاحتفالية لمناسبة عيد الغطاس الأرثوذكسي. وبعد خلع سترته السميكة وأحذيته، تقدم الرئيس البالغ 68 عاما مرتديا سروالا قصيرا أزرق داخل حوض المياه الجليدية أمام صليب شفاف كبير منحوت بالجليد على ما يبدو ومحاط بالثلوج. وغطس بعدها بوتين ثلاث مرات في المياه راسما إشارة الصليب بحسب طقوس المسيحيين الأرثوذكس، وفق صور وزعتها الرئاسة الروسية.
وأوضح الكرملين أن بوتين أحيا من خلال هذه الطقوس “أحد أهم الأعياد المسيحية في ذكرى عماد المسيح”.
ويحتفل عشرات آلاف الروس سنوياً بعيد الغطاس الأرثوذكسي في 19 كانون الثاني/يناير من خلال الغوص في حفر مشقوقة داخل الثلج أو في بحيرات أو أنهر، إحياء لذكرى عماد المسيح في نهر الأردن وفق التقاليد المسيحية.
ورغم أن تقليد الغوص في المياه الجليدية يثير حماسة كثيرين، يرى بعض مسؤولي الكنيسة الأرثوذكسية الروسية أنه لا يكتسي أي قيمة دينية رافضين القيام به.