بناء الدولة المدنية الخالصة وضروراتها – احمد جبار غرب
قد تكون الدولة المدنية وتبني اساسيات العملية التعليمية وفق منهاج علمي حداثوي هو الحل الامثل لمشكلاتنا ولكن قد يبرز تساؤل منطقي ونحن نبحث عن حلول ناجعة تنقذنا من امراضنا الاجتماعية والسياسية .هل تأتي هذه الحلول بجرة قلم او هي مطالب تتحقق من اجل مجتمعات تتقدم وتتطور والحقيقة نحن نحتاج الى زمن طويل حتى ندخل السلم الاول في التعافي ..اولا يجب ان تكون هناك منظومة تعليم متطورة تتماهى مع منهاج تربوي معاصر يثقف للحداثة والتقدم وكل مايمت بصلة للمستجدات الحياتية وان نفصل الدين عن السياسة كما يحدث عند الامم الاخرى،نحتاج الى ثقافة شخصية تتربى على قيم الخير والعدالة الاجتماعية بدل طموحنا الاناني في جعل الحياة وسيلة للمتعة والمنفعة الشخصية،ان نقبل بالاخر مهما يكن بل ارى ضرورة ازاحة هذا المبدأ بحيث ننسى ذكره وان تكون دولة المواطنة بكل اساسياتها هي الفاعلة ومانعمل عليه .وفي مجتمعات ينخرها التخلف والجهل والاستعباد الروحي وترزح تحت نير المقدس بشكل اعمى قد لا نجد لها حلا ،وهناك الكثير من المفاصل التي يجب ان نقطعها في سبيل ان نؤسس دولة حقيقية تبني انسانا وتنتج وتعمل وتعمر بحراكها وسلوكها المتحضر .ما يطرح من تمنيات وآمال في بناء الدولة من قبل النخب الراشدة يكاد يكون حلما ونحن نعيش في حومة التخلف والجهل الحضاري وما اتيح للعراق من فرصة ذهبية للبناء تبخر عند منصة التعصب الطائفي التي احالتنا الى ركام بفعل جهل سياسي وقيمي فاضح،وتبقى الامال معقودة على الاجيال القادمة في ان تعي دورها في البناء،وان تقيم المرحلة الماضية واكتشاف اخطائها ،وننهل من تجارب الشعوب في نجاح تجاربها وازدهارها وفق سياقات عمل عقلانية بعد ان بلورت مجتمعات تشعر بمسؤوليتها الحقيقية في احترام القانون ومحاسبة المقصرين فيه وبناء مؤسسات وهيئات مستقلة قادرة على الاطاحة باعتى الرؤوس التي تتجاوز على مقدرات البلاد وضرورة ان يعي المواطن دوره الحقيقي في التغيير المدني وليس سببا في فشل بناء الدولة المدنية فالقوة التي يمتلكها الشعب لا احد قادر على احتوائها ألا بالقبضة الحديدية وتلك المعضلة قد انتهينا منها بفعل ما متاح من توجه ديمقراطي خجول ومتردد احيانا،الحشود المليونية المعبأة حبا وعواطف ترتبط ببيئة المواطن العراقي وتراثه الخالد يجب ان تصب في مصلحة بناء الدولة الحقيقية،فكيف استطيع بنائها وفق هذه المقاييس والتي لا ادعوا الى ازالتها بقدر ان يكون تفكير المواطن رشيدا فيما يتعلق بمصلحته العامة وتلك ليست بالمهمة المستحيلة ولكن يجب ان تتوفر الارادة والتصميم والوعي في تبني هكذا مشاريع طموحة تخدم الوطن ومواطنيه.