بلجيكا عقوبات اقتصادية ضد شبان توجهوا للقتال في سوريا

بلجيكا عقوبات اقتصادية ضد شبان توجهوا للقتال في سوريا
صحيفة بريطانية 10 آلاف أجنبي يُقاتلون إلى جانب المتمردين في سوريا
لندن ــ بروكسل ــ الزمان
نقلت صحيفة التايمز عن مصادر استخباراتية امريكية أن ما يصل إلى 10 آلاف أجنبي يُقاتلون إلى جانب من وصفتهم بالمتمردين في سوريا للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، ما جعلها تتحول إلى الأرض الرئيسية لتدريب الإرهابيين في العالم. وقالت الصحيفة إن نحو 150 بريطانياً هم بين مئات الأوربيين ومعظمهم من المسلمين السنة يشاركون في القتال في سوريا، حيث ازداد تدفق المجندين الأجانب بشكل ملحوظ في الشهرين أو الأشهر الثلاثة الماضية وفقاً لدبلوماسيين ومحللين وأعضاء من المعارضة السورية، والذين اكدوا أن هذا الارتفاع تزامن مع استمرار دخول المليشيات الشيعية من العراق ولبنان إلى سوريا للقتال إلى جانب القوات الحكومية.
وأضافت أن خبراء مكافحة الإرهاب أقروا بأن سوريا حلت محل افغانستان وباكستان والصومال كالأرض المفضلة لتدريب الجهاديين والإرهابيين في العالم، وأن وجود هذا العدد الكبير من الجهاديين في سوريا يشكل التحدي الأكبر بالنسبة للولايات المتحدة وغيرها من الدول التي قررت تسليح قوات المعارضة السورية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحد من تدفق المقاتلين الأجانب على سوريا عبر الحدود التركية شكّل تحدياً لوكالات الاستخبارات الغربية التي تعمل بالقرب من الحدود السورية.. كما أن تزايد اعدادهم في سوريا يسبب لها القلق بسبب خشيتها من عودة إلى بلدانهم لشن هجمات ارهابية. ونسبت إلى مدير المركز الوطني لمكافحة الارهاب في الولايات المتحدة، ماثيو أولسن، قوله إن سوريا اصبحت ساحة المعركة الجهادية السائدة في العالم، وهناك أشخاص يسافرون إلى هناك ويصبحون أكثر تطرفاً ويتلقون التدريب ويعودون إلى دولهم كجزء من الحركة الجهادية العالمية إلى أوربا الغربية ومن المحتمل الولايات المتحدة أيضاً .
وقالت التايمز إن المقاتلين الأجانب يجري تجنيدهم عبر فيسبوك وتويتر والمواقع الجهادية وشبكة مختصة بجمع التبرعات ويتسلل الكثير منهم إلى سوريا عبر تركيا، حيث تخضع معظم المعابر الحدودية لسيطرة الجماعات المتمردة، ويتجنب معظمهم الرقابة من خلال السفر بشكل مستقل إلى تركيا وشق طريقهم بشكل خاص إلى الحدود ليرتبطوا مع المهربين الذين يتولون نقلهم إلى داخل سوريا مقابل ثمن.
وأضافت أن المقاتلين يتوزعون على ثلاث مجموعات بعد وصولهم إلى سوريا، جبهة النصرة المتحالفة مع تنظيم القاعدة والتي يتزعمها أبو محمد الجولاني ومعظم مقاتليها من السوريين، وجيش المهاجرين والأنصار وهي مجموعة متعددة الجنسيات من المتشددين الاسلاميين يتزعمها أبو عمر الشيشاني وقاتلت ضد الجيش الروسي في الشيشان وجميع مقاتليها تقريباً من غير السوريين، والدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي يقودها ابراهيم البدري المعروف أيضاً باسم أبو بكر البغدادي وتتمتع بوجود قوي في شمال سوريا.
إلي ذلك قررت مدينتي أنفرس وفيلفورد شمال ، وقف كافة المساعدات الإجتماعية وتعويضات البطالة الممنوحة لشبان ثبت توجههم للقتال في سوريا. ويأتي هذا القرار على خلفية العمل الجاري من أجل ثني الشباب الذين يرغبون بالتوجه إلى هناك، ومعاقبة من يتواجد فعلاً على الأراضي السورية ويقاتل إلى جانب مجموعات معارضة مختلفة، حيث تطال العقوبات 29شاباً من المدينتين يقاتلون في سورية حالياً ، حسب ما صدر عن مسؤولين. وقد قامت السلطات المحلية، حسب المسؤولين في أنفرس وفيلفورد، بإجراء تحقيقات الخاصة تبين بعدها أن الشبان المذكورين يعبرون الحدود بإستمرار نحو تركيا للبحث عن تعويضات البطالة التي يتم تحويلها لهم من بلجيكا إلى أحد المصارف التركية، قبل أن يعودوا إلى سوريا مجدداً.
ومن جهتها، أبدت وزيرة العمل مونيكا دو كونينك، تأييدها القوي لهذا الإجراء، مشيرة إلى أن هؤلاء الشبان يخالفون القوانين فهم يستفيدون من تعويضات بطالة ومساعدات إجتماعية لا يستحقونها، على الشباب إما البحث عن عمل أو الإنخراط في الدراسة والتدريب، أما الذهاب للقتال في سورية، فليس بالأمر الجيد ، حسب قولها وألمحت الوزيرة إلى إمكانية أن تمتد هذه العقوبات، التي تتخذ في إطار البلديات والمدن عادة، لتشمل كافة المدن والمناطق البلجيكية، بحيث يتم حرمان كافة من توجهوا إلى سورية من المكتسبات الممنوحة عقاباً لهم. يذكر أن مدينتي أنفرس وفيلفورد قامتا في وقت سابق من هذا العام بشطب أسماء الشباب الذين ذهبوا إلى سورية من سجلاتها، ما يعني أنهم حرموا من كافة الحقوق والخدمات المقدمة لهم من قبل السلطات المحلية مثل تعويضات الرعاية الإجتماعية والبطالة والطبابة وتشير الأنباء إلى وجود ما بين 80 و100شاب بلجيكي ذهبوا للقتال في سورية، تم تسجيل مقتل عدد منهم، فيما تم إعتقال آخرين لدى عودتهم للبلاد.
/8/2013 Issue 4487 – Date 20 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4487 التاريخ 20»8»2013
AZP02