بغداد .. يا سيادة الرئيس – كاظم المقدادي

بغداد .. يا سيادة الرئيس – كاظم المقدادي

تراهم يلهثون وراء المناصب والاستحقاقات، وينسون محنة  بغداد التي فقدت امانتها و جمالها  ، ولم تغادر يوما المأساة .. وهنا لا اريد ان ابكي  بغداد .. واندب حظ العراقيين الذين لم يتمتعوا بجمال مدينتهم ، بعد ان  غادرت عصر الامجاد .. غير اني استغرب هذا التغاضي  والاهمال والسكوت على حال بغداد ، وتراجعها امام ابسط الخدمات والاعمال .

والمستغرب اكثر  ان الاهتمام  بمكانة  وجمالية  بغداد ، لن يمر  يوما على بال كبار المسؤولين ، من الاجلاف الذين عاشوا في مدن الخارج .. حتى ( البغدادي ) الوحيد من بينهم ، والذي حكم وساد ، لم يشفق هو الاخر على حال بغداد .

في اتصالات سابقة  .. مع السيد حكيم عبد الزهرة مدير عام العلاقات والاعلام في امانة بغداد .. واتصال اخر مع السيد سمير العطواني ، مدير بلدية  الكرادة طرحت فكرة  استغلال  ساعات منع التجوال  ، للقيام  بحملة  توقف هذا التراخي الذي اثقل كاهل بغداد، وكان الجواب .. ان الامانة  ومنذ مدة طويلة تعاني من فقر  الميزانية والمخصصات المالية .. لذا اقتصر عملها على مجالات جمع النفايات ، وتنظيف المجاري ومعالجة بعض التخسفات  .. فالاموال المخصصة للمشاريع المهمة  والحيوية، متوقفة بسبب عدم اقرار الموازنة السنوية .

يعرف الاخوة في امانة بغداد مقدار اهتمامي بجمالية بغداد.. وان مشروع ( الق بغداد) للارتقاء بجمالية ساحاتها  ، اسعدني كثيرا ، لكن  المشروع ، وعلى اهميته لم يعد كافيا ..لان بغداد بحاجة الى نهضة عمرانية شاملة توقظ الوجود و تعيد لها البهاء والجمال، والالق  المفقود .

المدينة  ياسادتي .. مثل فتاة حلوة تحتاج الى عناية واعتناء ، والعاصمة  بحاجة  الى متابعة مستمرة.. وعناية باثاثها، وشوارعها  وارصفتها وحدائقها ومتنزهاتها .

في كل عواصم الدنيا .. تتباهى الشعوب بجمال مدنها  .. هذا  هو حال اهل بيروت .. واسطنبول ، وباريس ، وجميع مدن العالم التي تسحرك بجمالها ، و رونق حدائقها ، وسحر  عمرانها   وتخطيط شوارعها ، و بلاط ارصفتها  ،  وتعدد خدماتها والتي تمنح  قاطنيها ، طاقة ايجابية لا مثيل لها .

المدينة يا اصدقائي .. هي كائن حي.. وهذا الكائن ، ومنذ سنين طويلة يعاني من تعسف واهمال المسؤولين  ، وتجاوزات معضم  المواطنين  .

آن الآوان!.. لكي ننهض بمدينة بغداد ، كي تعود لنا  .. كما هي  عامرة متالقة ،  ساكنة في قلوبنا وضمائرنا ..جميلة رشيقة .. نستأنس بها .. وتستانس بنا .

امانة بغداد اليوم .. بحاجة الى (  امين جديد ) يعشق بغداد ، ويغار عليها ، يزرع شتلات الورد على جبينها  ، يسهر على نظافتها ، يتمتع بحيوية ، مثابرا شغوفا بمجدها .. قلبه ينبض  بحب بغداد واهلها ، يحرص على نظافتها ، ويتكفل باعادة  ذاكرتها ،  يحفظ عن ظهر قلب محلاتها ، تاريخها ، واسماء شوارعها ، شناشيلها ، ودرابينها ، وعبق الماضي الذي يتحرك في عروقها .

نحن بحاجة الى حملة كبيرة  شعارها (انا .. احب بغداد)  تبدأ باعلى مسؤول .. وتنتهي بابسط مواطن .

بغداد.. لقد طال زمن الغروب  .. ونحن بانتظار   شروقك من جديد.

مشاركة