زمان جديد
حيدر حاشوش العقابي
مدينة من تبر
احصيتها
شارعا شارع
وتركتُ اسمي على ارصفتها منذ قديم الزمان
عندما كانت خالية من الجند
الان حتى المحطات
مليئة بالذئاب
والقردة
بغداد قبل ثلاثين عاما
او قل قبل اربعين عاما
كانت تنشر العطور بأسواقها
المليئة بالنساء
قبل ان تنشر عطورها المليئة بجثث الموتى
كنت ارى الناس سواء
عامل النظافة يلبس قبعة مهذبة
والمعلم يركب (بايسكل)
فاتح اللون
والمعلمة ترتدي تنورة قصيرة جدا
لكنها كانت امرأة مثالية جدا في التقوى
والمهندس كان يحمل رغيفه
تحت اشعة الشمس
ليطهره من الخبث
والشوارع بلاجند هكذا كنت اميز مدينتي
عن بقية المدن العربية
الشعراء يكتبون المواويل والقصائد
بأسماء حبيباتهم ..
هكذا
او ربما يخترقون الازقة للبحث عن غانية
غير شريفة لكنها شريفة جدا
بغداد
التي ترقد اليوم بلاخيمة
يحرقها المهذبون
ويشترون حتى شوارعها بالدولار الامريكي
او بالعلم الامريكي
ذات ليل
بحثت في حاناتها عن امرأة تعشقني
كنت مهذب جدا
قبل ان اتعلم مضاجعة النساء
وقبل ان امر بدرب قديم
اصبح فيما بعد مقصلة..
جرحت مشحوف الانتظار
ياوجع الانتظار
ياصبرنا الجميل
سجائرنا سومرية الدخان
جمهورية المذاق
الموسيقى تنتشر في كل مكان
حيث يشتهي العشاق اغانيهم
(وزي الهوى)
قوس قزح
وباعة متجولين يحملون ارغفة غير ملوثة بالخيانة
بغداد كانت اجمل امرأة
في العالم
كل سنة تحمل جثة
او ربما تحمل وردة
الان
كل يوم تزف المئات من القتلى
من القوميات
والاديان
السماوية
اذ لافرق
بين قومية ودين
رجال الدين يقتسمون خبزها
والساسة يلبسون سراويلهم للنصف
واطفالها يتسابقون في تقاطعاتها
من اجل الحصول على رغيف
او من اجل….
فقط كثر الخصيان
في بلدي
الملوث بالخيانات القديمة
بغداد
سأتلو عليك قصيدة
وبعض تسابيح
واعيذك بالعلم العراقي
والنشيد الوطني
ان تعودي امنة
ليزورك العشاق
ياكعبة الشهداء