بغداد قد ضاقت بنا – نغم التميمي
حلاوة الذكريات تحبب الى نفسي صور الماضي فتجدني اجلس لساعات حيث ان عبقه بقي معي رغم الزمن .
ذاكرتي لا زالت تحمل صورا مزينة بالوانها بحياة بسيطة وعفوية وكم اشتاق الى العودة اليها والحنين يجرني الى بغداد ومليون نخلة
هل تذكرون ياسادتي بغداد الجميلة ؟!
بغداد التي كانت ارضا ثابتة نقف عليها من دون ان تهتز وتحملنا ونحملها بقلوبنا قبل كفوف الراحة يؤسفني ان اقول لكم ان بغداد هذه لم تعد كما هي ولسان حالي يردد بحزن :
وقفت على بابك يابغداد باكية
مدينتي الجميلة منذ ان شوهت مناظرها سرف دبابات المحتل عاث بها المفسدون مجددا وانا على يقين انهم يقصدون ذلك
يد وحشية خلطت الاشياء في الارض والسماء
لم تعد متنفسا لنا منذ ان تقطعت اوصال عمرانها ، ولم تصبح جميلة منذ ان استأصلوا نخلها ليضعوا بدلا منه عماراتهم وتجمعاتهم التي تشبه وجه عجوز هرمة ملطخ بمكياج صاخب لم تعد بغداد كما كانت ولم يعد اهلها كم هم كيف لا والتغيير الديموغرافي قطع اوصالنا والهجرة القاتلة غيبت منظر مدينتي الجميلة المملوءة بالحب والخير آه لبغداد التي لم يحكمها احد من اهلها ولم يمسك مفاتيحها امين لذلك يعوزها حاكم له انتساب حقيقي لارضها فهي اليوم تنادي وا معتصماه وا مغيثاه، انا كنت اول المستبشرين خيرا بقدوم رئيس الوزراء السيد السوداني لانني اذكر انه في كل محطاته المهنية كان يضع النقاط على الحروف لذلك ادعوك يااميننا وعبر هذه الكلمات ان تضع بغداد نصب عينك تنظر الى بغداد السلام والذي يبدو انه غادرها السلام الى مثواه الاخير حيث مقبرة النزوح بغداد تبكي الما لانها لا تطيق هذا المد المليوني واصبحت مثل رقائق جليد هشه معلقة بالهواء.
بغداد بالنسبة لي هي ركني الاعظم فلا تهدموه لان التاريخ سيشتمكم مثل غيركم
ولا تتوقعوا ان معركتي خاسرة فانا اسعى للفوز بها لانني باختصار جذوري الاوطان ربما تسعون الى كسب مال سريع مشروع او على عكسه لكنكم خسرتم مدينة عالمية
نصيحتي ياسادتي علموا اولادكم ان يحتفظوا بكنزهم الثمين ( مدينتهم).