بغداد تستعد لمهرجان الواسطي – علي إبراهـيم الدليمي
تتواصل الجهود الحثيثة على قدم وساق، في دائرة الفنون العامة، منذ أن بدأ الإعلان عنه قبل أكثر من ثلاثة أشهر، بتنظيم فعاليات (مهرجان الواسطي الثاني عشر للفن التشكيلي)، الذي سيفتتح صباح يوم الأثنين القادم المصادف 10/12/2018. صرح ذلك الدكتور علي عويد العبادي، مدير عام دائرة الفنون العامة في وزارة الثقافة والسياحة والأثار، قائلاً: تمت دعوة مفتوحة لجميع التشكيليين العراقيين داخل العراق وخارجه من أجل المشاركة في هذا المهرجان، في الرسم والنحت والخزف وأضفنا له الخط العربي في هذه الدورة، والحمد لله إستلمنا أكثر من (500 عمل فني موزع ما بين اللوحات الزيتية وقطع النحت بخاماته كافة والخزف (السيراميك) واللوحات الخطية، وتم تشكيل لجان فنية متخصصة من خارج الدائرة معروفة بمهنيتها المتميزة لغرض فرز وإختيار الأعمال التي ستعرض في المهرجان، وهذا لا يعني أن الأعمال التي أبعدت عن العرض هي (مرفوضة) أو غير صالحة، ولكن أرتأينا أن يكون لها معرضاً أخر سنقيمه لاحقاً. وأضاف الدكتور عويد، ان المهرجان قسم على ثلاثة أيام من أجل إنجاح فعالياته المخطط لها.. وكما يلي: اليوم الأول سيكون إفتتاح المعرض الفني الكبير، ولقاءآت وحوارات صحفية وإعلامية للفنانين المشاركين… ويوم آخر ستكون ندوة خاصة عن الفنان الواسطي، لعدد من الأساتذة المختصين، تعقد في قاعة عشتار داخل الوزارة، ويوم آخر لتوزيع الشهادات التقديرية والدروع ليكون ختام المهرجان. وأضح عويد، لدينا عشرات المشاريع الفنية القادمة، من مهرجانات عراقية وعربية وعالمية، ومعارض شخصية وجماعية، لفنانين عراقيين وعرب، وندوات ثقافية، وإصدار كتب عن حياة وتجارب الفنانين العراقيين.. وإعادة إصدار مجلة تشكيل..كل هذا بعد الحصول على الدعم المادي الذي طلبناه من الوزارة. ويذكر ان الفنان (الواسطي) هو: يحيى بن محمود بن يحيى بن أبي الحسن المعروف (بالواسطي)، مؤسس مدرسة بغداد في فن التّصوير، الذي أرسى دعائمها، وقد عاش في المائة السابعة للهجرة، كانت هذه المدرسة في طليعة المشهد الإبداعي العربي والإسلامي الأول، حيث أستطاع فن التصوير الإسلامي في ظلها أن يستوي ويتمكن، ومن ثم يذيع هذه المدرسة صيتها من بلاد الرافدين إلى سائر البلاد الإسلامية، وقد أستلهم الفنان الواسطي في مخطوطاته المنمنمة الذي رسمها، موضوعات ووقائع سردية من (مقامات الحريري) الخمسون مقامة، التي كتبها أبو محمد القاسم بن علي بن عثمان البصري الملقب (بالحريري)، والتي تعد من روائع الأدب العربي لما فيها من غزارة المادة ودقة الملاحظة ولطيف الخيال. وقد أفرغ الفنان الواسطي من تصوير وخط هذه المقامات سنة 634 للهجرة الموافق 1237 للميلاد، وهي الآن محفوظة في عدة متاحف ومكتبات عالمية، وقد ذاع صيت هذه المقامات (المرسومة) وتزاحم الحكام والمترفين وقتذاك على حوزتها، فضلاُ لشعبيتها وتصويرها الجمالي الرائع الذي عكسها الحريري فيها كفن أدبي أستهوت الفنان الواسطي ليستلهمها بتصوير ملون ينبثق للنور خلال النصف الأول من القرن الثالث عشر الميلادي، ممثلة أوج ما وصلت اليه المدرسة العراقية في فن الرسم والتلوين.