صور المرشحين تغازل المشاهير في أهازيج وشعارات قبلية على الفضائيات
بغداديون: السياسيون ينجزون أسرع مشروع في مسيرتهم بنشر دعاياتهم الإنتخابية
بغداد ــ داليا أحمد
عبر مواطنون عن أستغرابهم من نشر الدعاية الأنتخابية خلال ساعات معدودة في جميع أنحاء بغداد وكأن العاملين ليسوا أحزابا وأنما خلية نحل.
وقالوا في أحاديث لـ (الزمان) أمس أن (اليوم الأول الذي أقرته مفوضية الأنتخابات بالسماح للمرشحين بنشر دعايات لهم كان يومآ مثاليآ للغاية ولأول مرة تشهد العاصمة أنجازآ كبيرآ في أكمال المشروع ولساعات معدودة لكن من الغرابة أنه لم يكن لصالح البلاد) وأضافوا (هذه هي عادات السياسيين الذين يبحثون عن مصالحهم الشخصية متناسين المواطن ومطاليبه بمجرد وصولهم الى الكراسي فلو كان المشروع بناء مدارس بديلة لمدارس الطين التي تشهدها أغلب مناطق العاصمة أو المحافظات الأخرى من البلاد أو أي مشروع أخر لكان قد خزن في أوراق المعاملات التي يغطيها الغبار منذ سنوات عدة) وأوضحوا أن (العاصمة أصبحت تغطيها ألوان مختلفة أذ تحوي لوحات الدعاية ما خفيت عنه زهور بغداد وصورت بأحدث برامج الفوتوشوب وكأنهم يعتقدون بأن المواطن يبحث عن القامة والهندام الجميل الذي يمثلهم في السياسة ويأخذون لقطات مختلفة وكأنهم نجوم على البساط الأحمر شاءت لهم الساعة بالظهور ومن يكون أكثر تألقآ من الأخر ليكون هو نجم العرض) وبينوا أن (المواطنين بدأوا يدركون الأكاذيب المزيفة والشعارات المبالغ بها التي أعتادوا على مشاهدتها في كل حملة أنتخابية لأنها لا تنفذ بمجرد أستقطابها لأكبر عدد من الأصوات تلغى كل الأهداف والمخططات التي برزت بها دعائيآ وتضع أخر لصالحها الخاص فقط) وأضافوا أن (القنوات التلفزيونية أصبحت عبارة عن أغان ومشاهد فيديو دعائية لمرشحين تصورهم وهم يتجولون في شوارع العاصمة وبين المواطنين وتتكرر لأكثر من مرة خلال الساعة الواحدة لكن الغريب في ذلك قد أستخدمت الأهازيج والشعارات التي تبرز أنتماء المرشح وقبيلته من أجل السيطرة على عقول بعض الناخبين بهذه الأساليب)
وقال المتحدث بأسم مفوضية الأنتخابات صفاء الموسوي لـ(الزمان) أمس أن (المفوضية تحاسب المخالفين للقانون بنشر الدعاية الأنتخابية قبل المدة المحددة التي تقرها المفوضية برصدها فضلآ عن أنها نفذت أكثر من عقوبة بهذا الشأن) وأضافت أن (من ضمن العقوبات والمخالفات هي محاسبة المعتدين على تلك الدعايات لقيامهم بتمزيقها فهي حق دستوري لكل مرشح) وأوضح أن (الكيانات السياسية التي ينتمي إليها الناخب تتحمل تكاليف الدعاية له وليس للمفوضية شأن في ذلك)
الى ذلك قال فنان للكاريكتير أن (أغلب الفنانين والرسامين الشباب أتفقوا على أقامة حملة للرسوم الكاركاتورية في شارع المتنبي تحت عنوان لمسة عراقية تصور واقع الدعاية الأنتخابية في البلاد) وأضاف أن (الملصقات التي يعتمد عليها المرشحين هي بعيدة كل البعد عن الواقع الخدمي في البلاد فضلآ عن أن الشعارات المستخدمة فيها مبالغ بها للغاية ولا علاقة لها بمعاناة الشعب)
وقالت الأكاديمية التربوية فوزية العطية لـ(الزمان) أمس أن (المبالغ التي صرفت على الدعاية الأنتخابية من الكيانات السياسية والمرشحين أسراف وتبذير للأموال أذ أنها لو خصصت لبناء مشاريع خدمية للمواطن لكان حال الشعب أفضل بكثير) وأضافت أن (الخيبة التي أصيب بها الناخب ادت الى فقدانه الأمل من تحسن الوضع فَضلآ عن أنه مواطن قد حرم من الخدمات جميعا برغم غنى بلاده) وأوضحت العطية ان (المرشح يستخدم عبارات وشعارات تصور حال البلاد الى الأفضل لكن بعد وصولهم الى الكراسي لا يفكرون آلا بأنفسهم وبعد مرور أكثر من عشر سنوات على سقوط النظام فأن البلاد كلما سارت خطوة الى الأمام تتراجع خطوتين الى الوراء من دون تجدد) مؤكدة (يجب أن يتعاقد الناخب مع المرشح بتقديم الخدمات وتنفيذ المشاريع المعلقة منذ سنوات مقابل أنتخابه لكن المرشح عند وصوله الى السلطة لا يفكر سوى بمصلحته الشخصية فقط).