
بعد سقوط الصنم – سمير ميراني
جاؤوا عبثاً من غياهب الشر المكتسب طمعاً بالفراغ المتلألىء بالسواد اللامنتمي ، دخلاء وعبئاً ثقيلاً على كاهل الناس .
استوطنوا البلاد تخلفاً وظلماً وشِقاقاً ، حكماً مجرداً من الضمير والوجدان ، أنكروا على الإنسانية الوجود والإحسان .عبثوا جهلاً بالتاريخ والمقدسات والسلام ، دمروا حضاراتٍ من العلوم والكفاءات وشرائعُ مهد خطُّ الكتاب .
قتلوا البراءة واغتالوا إنسانية الانسان ، نهبوا الديار و شرّدوا أهل الدار ، حُكمٌ أعوجُ مُفسد مكتظ بالهفوات والفساد ، جلّ الحديث مبالاةٍ بالرذيلة ومغالاة في الأسعار والأسفار . جاؤوا بثقافة القتل والفتن والخراب ، مقابل حفنة من المال والجواري المؤنِس ، باعوا الوطن للخنّاس والتجّار أصحاب الغدر والعُقار .
مترفين ذاعوا صيتاً فسقاً في الأصقاع وغطرسة الشواذ خلطٍ في الفواحش بالطاعات ، ونسوا بأنّ الله يُمهل ولا يُهمل فاستحقوا العذاب .
قال تعالى :
( وإذا أردنا أن نُهلك قرية أمرنا مُترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً )
إشراقة أمل تنجلي وسط ظُلمٍ من الفساد والأزمات ، رياحٌ لم تعد مخيفة وتجاوزٍ لأحكامٍ مريعة ، شعوب عانت إسرافاً في التضحيات وإفراطا من ظلم مترفيها الذين لا يُقدِّرون صفحاً ولاغفراناً . شعوب مباركة مقدّسة ، منحها الله هبة الرحمة ازدادوا قلماً بالمعرفة حتى أغناهم علماً وكرامة ، غايتهم هدوء وأمن وسلام ، رغد الحياة بعد معاناة طويلة لنيل شرف الحرية وحقٌ في الوجود .
















