بطاقة تهنئة

بطاقة تهنئة
هدايا الغنى من الفقراء الملوك
رسمية محيبس زاير
الهدية الأولى التي تلقيناها كزار وأنا بمناسبة زواجنا قدمها الشاعر سعد جاسم في بغداد 1997في فندق الصياد الذي كان مزدحما بالصعاليك الذين فروا على وجوههم تلك الليلة في شوارع بغداد تاركين لنا الفندق أو لي أنا بالذات فقد بقيت وحدي بعد أن أفلحت محاولات حسن النواب في إصطحاب كزار معه الى منتدى المسرح أو أي مكان آخر لا أعرف، لم يستطع حسن التخلي عن صديقه ولو لليلة واحدة كان منفعلا وهو يهتف بحماس كزار وجودك معنا ضروري لأن الجلسة مهمة يحضرها فلان وفلان، بعد ساعة عاد سعد جاسم مصطحبا الشاعر وهو يوصيني قائلا لا تدعيه يخرج ثانية أجبته يعني ماذا أفعل حسن إنها ليلة صاخبة من ليالي بغداد لا تعوض، كانت ليلة جميلة مضيئة عاد سعد جاسم مصطحبا معه كزار ومعايدة جميلة فيها صورة زوجين وطفل وقد ظل طفل سعد جاسم هو طفلنا الوحيد،لم أستطع سحب ذلك الطفل من الصورة كنت أتمنى أن أقوده من يده ونتجول معا في شوارع بغداد لكنها كانت أياما سعيدة صافية كنغم يتصاعد في ليلة مقمرة، الشاعر عقيل علي أصرَّ على تقديم هدية لي مهما كان نوعها وأخيراوبعد أن غاب ساعتين قدم لفتي فلافل وضعت في كيس صغير وهو يقول
وحياتج خوية هذا ما قدرت عليه.. ولكنه وعدني بهدية مناسبة حين يستلم راتبه الشهري البسيط وكان عشاءً شهيا إكتسب طعمه من روح الشاعر الوديعة المسالمة وأصر عقيل كذلك على إحضار الشاي الذي أعده في غرفته في الفندق وقدم لي عددا من مجلة الأقلام نشرت فيه دراسة عنه للشاعر كريم شغيدل احسست إنه يحتاج إليها أكثر مني فأعدتها اليه لكنه أصر على الهدية فقبلتها. الهدية الأخرى التي لها طعم خاص كانت من جايجي شاب في مدينة الديوانية إسمه قاسم أبو الهيل كان كزار يتناول الشاي بالهيل من الكشك المتواضع الذي يملكه قاسم والذي يقع خلف مبنى المحافظة ولا زالت البطاقة الصغيرة المرفقة بالهدية الى الآن يزينها إسم قاسم أبو الهيل العامل الشريف الذي أحب الشاعر وقصائده وحضوره المفاجىء، الشاعر يوسف الصائغ قدم هدية لي وأنا أزوره للمرة الأولى مع كزار كان تلفزيونا صغيرا وحذر كزار ان يبيعه فأجابه شالقصة عمي آنه أبيع هديتك معقولة وقرصه من بطنه فضحك يوسف الصائغ.
الشاعر حميد سعيد قدم مبلغا ماليا محترما لكن أحد اللصوص سرقه من كزار وتسلل هاربا من الفندق وقد سألني الشاعر حميد سعيد هل وصلتك الهدية فأجبت نعم شكرا حدثني كزار يومها عن أشياء كثيرة لم أعد أتذكر منها سوى لمحات خاطفة كالبرق تلمع في مخيلتي وأنا أستعيد تلك التفاصيل والوجوه والشوارع والأصدقاء الذين تفرقوا وبقي الشاعر يردد ذهب الذين أحبهم وبقيت مثل السيف فردا.
AZP09

مشاركة