بشأن مقالة طالب سعدون

بشأن مقالة طالب سعدون

نداء إلى أب مفجوع

بين الفينة والاخرى يطل علينا ابو شروق الاخ طالب بمقالة يبكينا ويبكي احبته معه عندما يرثي ولده (علي) الذي وافاه الاجل في الغربة بعد ان اراد ان يقيه شر الارهاب والارهابيين وابعده الى مصر اذ دهسته سيارة طائشة لعنها الله ادت به الى مثواه الاخير ليلاقي ربه ذا الاجلال والاكرام، بنفس راضية مرضية رحمه الله.

كان علي دمث الاخلاق رايته مرة واحدة بعد طفولته وقد اصبح مهندسا يقدم اوراق والده الى وزارة الثقافة للتقاعد كان قوامه رشيقا طوله  ماشاطا يتوكأ عليه والديه في السراء والضراء لكن هذه ارادة الله  جل جلاله.

لذا اود  ان اوجه كلامي الى عزيزي ابو شروق  ان يهجع ويحتسب الى الله سبحانه وتعالى ويتذكر ان اعمال العنف والارهاب التي طالت مئات الالاف من اخوانه العراقيين ويحكم عملي كصحفي اتابع جميع الاحداث في وطني وخارجه حيث  ان هناك كثير من العوائل التي فارقت الحياة بكاملها جراء العنف.

اذ ان اعمال العنف والارهاب والاحتلال البغيض حصد ارواح مئات الالاف من ابنائنا واخواننا واصدقائنا وفلذات قلوبنا.. انا المتكلم فقدت اثنين  من اولاد اخي شباب لا ذنب لهم سوى انهم في سلك الشرطة مهند ورياض (رحمهم الله) كانت اعمارهم لا تتجاوز الخامسة والعشرين وها انا وعوائلهم احتسبنا الى الله.. عليك يا اخي ابا شروق ان تهجع وتلتفت لصحتك وصحة ام شروق وان تتذكر مآسي ومصائب العراقيين لكي تهون عليك مصيبتك. هل نسيت ابن صديقنا  العزيز (رحيم) الذي كان واقفاً ماسكاً كتابه يتحضر امتحانات السادس الاعدادي ينظر الى دبابة امريكية حرقتها المقاومة العراقية  الباسلة وهو في هذه الاثناء صوب الجند الامريكان بنادقهم من بعيد الى كل واحد ينظر الى الدبابة المحترقة وباطلاق نار طائش اصيب ابن اخينا رحيم  برصاصة واردته جثة هامدة.. وبعد، هناك اكثر من هذا فهناك عوائل ذبحت بالكامل  وعندما تتفحص مصائب  الناس  تهون عليك مصيبك كما يقال. نعم هو ولدك الوحيد لكن هذه ارادة الله الذي لا راد  لارادته.. اصبر يا اخي واهتم  بصحتك العليلة كي تبقى خيمة لعائلتك وصديقا انيسا لاعزائك.. هكذا هي الحياة. الا تتذكر عندما نخرج من الكلية في باب المعظم وياخذنا  المسير الى ابو نؤاس وساحة الجندي المجهول القديمة لا تعرف  التعب والكل انظر كيف نحن الان  لا نستطيع المشي كيلو مترا واحدا.

وانا المتحدث عدت تواً من رحلة علاجية في الهند.. لذا اناشدك ويناشدك اخوك وصديقك ابو علي (رحيم) وجميع اصدقائك ومحبيك ان تتحلى بالصبر، ويكفيك والحمد لله ان شيدت له حسينية  وتزور قبره رحمه الله بين الفينة والاخرى. ارحمه بقراءة القرآن ودعه يخلد في مثواه  راضيا مرضيا والحمد لله لديك ابنتان في ريعان شبابها ابق على ابتسامتك العريضة معها ومع اصدقائك ومحبيك والصبر والسلوان واعوذ بالبصر الجميل تعزيا لو كان بالصبر الجميل عزائي.

محمد كفطان الناصر – بغداد