بريطانيا تخصّص 30 مليون جنيه استرليني لمساعدة المحاصرين
هيغ يرفض دعوة نواب بريطانيين إلى تسليح المعارضة السورية
لندن يو بي اي أعلنت وزيرة التنمية الدولية البريطانية، جوستين غريننغ، HLS، أن حكومة بلادها خصّصت 30 مليون جنيه استرليني، أي ما يعادل نحو 50 مليون دولار، لمساعدة النساء والأطفال المحاصرين جرّاء الصراع في سوريا. ودعت الوزيرة غريننغ المجتمع الدولي إلى تقديم تمويل كبير وجديد لمؤتمر الأمم المتحدة للمانحين الدوليين الذي تستضيفه الكويت يوم الأربعاء المقبل.
وقالت إن إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا لا يزال حرجاً وتُعتبر محادثات مؤتمر جنيف 2 المفتاح إلى ذلك، ولكن يتعيّن علينا في الوقت نفسه أن لا نغفل الجهود اليائسة لتلبية الاحتياجات الإنسانية هناك، لأن هذه الأزمة لم يسبق لها مثيل، ويحتاج العالم للرد وفقاً لذلك . وأضافت تحتاج البلدان لإظهار استعدادها للمساعدة في تغطية النقص في أكبر نداء تطلقه الأمم المتحدة من أي وقت مضى لجمع تبرعات للأزمة السورية، ويتعيّن على حكوماتها ضمان تسليم جميع الأموال التي وعدت بتقديمها، كما يتعيّن على الجميع أن يكون مستعداً لتقديم تعهدات كبيرة خلال مؤتمر الكويت . وشدّدت على أن العالم لا يمكن أن يخاطر بالفشل في التخلي عن جيل من السوريين، لأن هذه التعهدات تعني بالنسبة للملايين من السوريين العاديين الفرق بين الحياة والموت . وحثّت وزيرة التنمية الدولية البريطانية المجتمع الدولي على ضمان إرسال مندوبين من مستوى رفيع إلى مؤتمر الكويت على استعداد لتقديم تعهدات كبيرة رداً على الاحتياجات المتزايدة للأزمة السورية، وتحقيق وعود التمويل قبل انعقاده لتمكينه من التركيز على الاحتياجات المستقبلية وليس على تقديم وعود والتزامات جديدة، وتقديم التمويل إلى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية المعترف بها لضمان استجابة منسقة . وكانت الأمم المتحدة أطلقت الشهر الماضي نداءً لجمع 6.5 مليار دولار لتلبية الاحتياجات داخل سوريا وفي المنطقة لعام 2014، وصف بأنه أضخم نداء إنساني في تاريخ المنظمة. فيما رفض وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أمس، دعوة نواب من حزب المحافظين الحاكم إلى تسليح المعارضة السورية، وشدّد على ضرورة أن ينصبّ التركيز حالياً على محادثات مؤتمر جنيف 2 هذا الشهر. وقال هيغ للمحطة الإذاعية الرابعة بهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي ، إن التركيز يجب أن يكون على بناء عملية سياسية لتشكيل حكومة إنتقالية في سوريا ، داعياَ المعارضة السورية إلى المشاركة في مؤتمر جنيف 2 المقرر في الثاني والعشرين من كانون الثاني»يناير الجاري. وأضاف أنه قدّم مشورة واضحة جداً لقادة الائتلاف السوري المعارض لحضور مؤتمر جنيف 2 برعاية الأمم المتحدة الأسبوع المقبل ، حين التقاهم الأحد في باريس خلال اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا .
ونشرت مجموعة من النواب البريطانيين من مختلف الأحزاب السياسية بقيادة وزير الدولة السابق لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا، الستير بيرت، رسالة في صحيفة التايمز ، اليوم، دعت فيها إلى تسليح المعارضة السورية من أجل تصحيح العيوب العسكرية في موازين القوى مع النظام على الأرض .
لكن هيغ شدّد على أن أياً من الطرفين لا يمكن أن يفوز بالصراع الدائر في سوريا ، مجدداً دعوة جماعات المعارضة السورية للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 .
واعتبر الاتفاق على تدمير الأسلحة الكيميائية لدى نظام الرئيس بشار الأسد النقطة المضيئة الوحيدة في الصراع الذي لا يمكن لأحد الانتصار فيه .
وقال وزير الخارجية البريطاني هناك صراع ثلاثي يدور الآن في سوريا بين الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة وقوى المعارضة الأكثر اعتدالاً، فضلاً عن قوات النظام السوري، ولا بد في النهاية من إيجاد حل سياسي لحقن الدماء، وهذا هو السبب في أننا نقف مع عملية جنيف 2 مهما استغرق وقت تنفيذها .
وحذّر من أن التهديد الذي يشكله المتطرفون في سوريا سلّط الضوء على الحاجة لإجراء محادثات وتشكيل حكومة إنتقالية .
وأضاف هيغ أنه من الضروري أن يكون هناك حل سياسي وحكومة شرعية وحكومة إنتقالية تعمل على تطبيق الديمقراطية لهزيمة صعود التطرف في سوريا، لأن تأخّر النظام والمعارضة عن التوصّل إلى حل سياسي سيساهم في تجذر التطرّف في سوريا .
AZP02