بريطانيا:ممارسات داعش ضد الأيزيديين إبادة جماعية

لندن‭- ‬الزمان‭ ‬

اعتبرت‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬الثلاثاء‭ ‬أن‭ ‬ممارسات‭ ‬ارتكبها‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ – ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الأيزيديين‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬تشكل‭ ‬‮«‬إبادة‭ ‬جماعية‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬بيان‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطانية‭ .‬

وأوضح‭ ‬البيان‭ ‬‮«‬أقرت‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬رسميا‭ ‬اليوم‭ ‬بأن‭ ‬داعش‭ ‬ارتكب‭ ‬ممارسات‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الأيزيديين‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2014‮»‬‭.‬

وقالت‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬وشؤون‭ ‬الكومنولث‭ ‬إن‭ ‬الإعلان‭ ‬يأتي‭ ‬قبل‭ ‬فعاليات‭ ‬تحيي‭ ‬الذكرى‭ ‬التاسعة‭ ‬لـ»الفظائع‮»‬‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها‭ ‬تنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الأقلية‭ ‬الأيزيدية‭ ‬الناطقة‭ ‬باللغة‭ ‬الكردية‭ ‬في‭ ‬العراق‭.‬

وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬اعترفت‭ ‬بريطانيا‭ ‬بأربع‭ ‬حالات‭ ‬حدثت‭ ‬فيها‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية،‭ ‬هي‭ ‬محرقة‭ ‬اليهود‭ ‬ورواندا‭ ‬وسريبرينيتسا‭ ‬والإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬كمبوديا‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬العراق‭ ‬جرى‭ ‬تغييب‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬ثمانية‭ ‬آلاف‭ ‬عراقي‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬السنة‭ ‬بعد‭ ‬اعتقالهم‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي‭ ‬عند‭ ‬الحواجز‭ ‬التي‭ ‬اقامتها‭ ‬المليشيات‭ ‬عقب‭ ‬تحرير‭ ‬الانبار‭ ‬والموصل‭ ‬وتكريت‭ ‬من‭ ‬تنظيم‭ ‬داعس‭ ‬العام‭ ‬2017

وكذب‭ ‬زعماء‭ ‬السنة‭ ‬في‭ ‬برامجهم‭ ‬الانتخابية‭ ‬حول‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬وكشف‭ ‬مصير‭ ‬الالاف‭ ‬من‭ ‬المختطفين‭ ‬والذين‭ ‬يرجح‭ ‬اعدامهم‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي‭ ‬ودفنهم‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬نائية‭ .‬

ونالت‭ ‬اليزيدية‭ ‬نادية‭ ‬مراد‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للسلام‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬الى‭ ‬تبني‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬ملف‭ ‬الايزيديين‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬منحتهم‭ ‬المانيا‭ ‬اللجوء‭ ‬الفوري

وقال‭ ‬وزير‭ ‬الدولة‭ ‬البريطاني‭ ‬لشؤون‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬طارق‭ ‬أحمد‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬‮«‬عانى‭ ‬الأيزيديون‭ ‬كثيرا‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬داعش‭ ‬قبل‭ ‬تسع‭ ‬سنوات‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬الانعكاسات‭ ‬محسوسة‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‮»‬‭.‬

وأضاف‭ ‬‮«‬العدالة‭ ‬والمحاسبة‭ ‬أمران‭ ‬أساسيان‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الذين‭ ‬دمرت‭ ‬حياتهم‮»‬‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاعتراف‭ ‬‮«‬التاريخي‮»‬،‭ ‬‮«‬يعزز‮»‬‭ ‬التزام‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬ضمان‭ ‬‮«‬حصولهم‭ ‬على‭ ‬التعويض‭ ‬الذي‭ ‬يستحقّونه‭ ‬وإمكان‭ ‬حصولهم‭ ‬على‭ ‬العدالة‮»‬‭.‬

ويذكّر‭ ‬البيان‭ ‬بالموقف‭ ‬البريطاني‭ ‬الذي‭ ‬يعود‭ ‬بموجبه‭ ‬تصنيف‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬إلى‭ ‬المحاكم‭ ‬المختصة‭ ‬وليس‭ ‬إلى‭ ‬الحكومات‭ ‬أو‭ ‬الهيئات‭ ‬غير‭ ‬القضائية‭.‬

وجاء‭ ‬هذا‭ ‬الاعتراف‭ ‬الرسمي‭ ‬بعد‭ ‬حكم‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الفدرالية‭ ‬الألمانية‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/‬يناير‭ ‬2023‭ ‬يدين‭ ‬مقاتلا‭ ‬سابقا‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬بتهم‭ ‬ارتكاب‭ ‬ممارسات‭ ‬تشكّل‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬في‭ ‬العراق‭.‬

وكان‭ ‬القضاء‭ ‬الألماني‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬اعترف‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬تشرين‭ ‬الثاني‭/‬نوفمبر‭ ‬2021،‭ ‬بأن‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬ارتكبت‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الإيزيدين‭ ‬تشكل‭ ‬‮«‬إبادة‭ ‬جماعية‮»‬‭.‬

وأشادت‭ ‬منظمات‭ ‬حقوقية‭ ‬بالقرار‭ ‬معتبرة‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬تاريخي‮»‬‭. ‬بدوره،‭ ‬قال‭ ‬مراد‭ ‬إسماعيل،‭ ‬المؤسس‭ ‬المشارك‭ ‬لمنظمة‭ ‬‮«‬يازدا‮»‬‭ ‬إن‭ ‬الاعتراف‭ ‬البريطاني‭ ‬‮«‬خطوة‭ ‬مهمة‮»‬،‭ ‬مشيدا‭ ‬من‭ ‬بغداد‭ ‬بـ»العمل‭ ‬المتواصل‭ ‬لأصدقائنا‭ ‬الأيزيديين‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬حريصين‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬التغاضي‭ ‬عنها‭ ‬أو‭ ‬نسيانها‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬الاعتراف‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬جوهري‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬العدالة‭ ‬والمساعدة‭ ‬في‭ ‬شفاء‭ ‬الضحايا‭ ‬من‭ ‬الجروح‭ ‬العميقة‭ ‬لهذه‭ ‬الإبادة‮»‬‭. ‬وحكم‭ ‬قضاة‭ ‬محكمة‭ ‬فرانكفورت‭ ‬على‭ ‬طه‭ ‬الجميلي،‭ ‬المقاتل‭ ‬العراقي‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬بالسجن‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭ ‬بتهم‭ ‬الإبادة‭ ‬و‭(‬ارتكاب‭) ‬جرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬أفضت‭ ‬إلى‭ ‬الوفاة‭ ‬وجرائم‭ ‬حرب‭ ‬وتواطؤ‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‮»‬‭.‬

وأدين‭ ‬الجميلي‭ ‬الذي‭ ‬التحق‭ ‬بصفوف‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬العام‭ ‬2013،‭ ‬بتهمة‭ ‬ترك‭ ‬طفلة‭ ‬أيزيدية‭ ‬في‭ ‬الخامسة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬تموت‭ ‬عطشا‭ ‬في‭ ‬صيف‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬في‭ ‬الفلوجة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬بعدما‭ ‬اشتراها‭ ‬مع‭ ‬والدتها‭ ‬سبية‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أفادت‭ ‬جهة‭ ‬الادعاء‭. ‬وتحظر‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬السلم‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬أزمنة‭ ‬الحرب‭ ‬بموجب‭ ‬‮«‬اتفاقية‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬أبرمت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1948‭.‬

وتحدد‭ ‬الاتفاقية‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تشكل‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬مرتكبة‭ ‬بقصد‭ ‬التدمير‭ ‬الكلي‭ ‬أو‭ ‬الجزئي‭ ‬لجماعة‭ ‬قومية‭ ‬أو‭ ‬إثنية‭ ‬أو‭ ‬عنصرية‭ ‬أو‭ ‬دينية‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬آب‭/‬أغسطس‭ ‬2014،‭ ‬اجتاح‭ ‬تنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬جبل‭ ‬سنجار‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬العراق‭ ‬حيث‭ ‬تعيش‭ ‬غالبية‭ ‬من‭ ‬الأقلية‭ ‬الأيزيدية‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬للقتل‭ ‬والاضطهاد‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬التنظيم‭ ‬خلال‭ ‬سيطرته‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬بين‭ ‬العامين‭ ‬2014‭ ‬و2017‭.‬

وقتل‭ ‬مقاتلو‭ ‬التنظيم‭ ‬آلافا‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬هذه‭ ‬الأقلية‭ ‬وسبوا‭ ‬نساءها‭ ‬وجنّدوا‭ ‬أطفالها‭.‬

وبعد‭ ‬صعود‭ ‬تنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2014،‭ ‬أعلن‭ ‬العراق‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬الانتصار‭ ‬على‭ ‬الجهاديين‭ ‬الذين‭ ‬فقدوا‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬معقلهم‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬في‭ ‬2019‭.‬

وحتى‭ ‬اليوم،‭ ‬تُستخرج‭ ‬جثث‭ ‬من‭ ‬مقابر‭ ‬جماعية‭ ‬في‭ ‬سنجار،‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬2700‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬عداد‭ ‬المفقودين،‭ ‬وفقا‭ ‬للمنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للهجرة‭.‬

مشاركة