بروتوكولات الرئيس – كاظم المقدادي
تابعت بدقة .. مراسيم استقبال اول رئيس فرنسي يزور العراق ، وعلى الرغم من الحفاوة التي استقبل بها ، من قبل الرئاسات الثلاث ، والسادة المسؤولين ، الا اني اظن انها سوف لن تترك انطباعا طيبا ، عند الرئيس ماكرون والوفد المرافق له.
منذ وصول الرئيس الفرنسي الى قصر السلام ، مكان اقامة السيد رئيس الجمهورية .. ظهرت الاستعدادات متواضعة ، وقيافة الحرس والجوق الموسيقي مرتبكة .. اما حديقة قصر السلام ، كانت فقيرة باشجارها ، ولم اعثر على شجرة زاهية ، او زهرة متفتحة .. علما ان هناك من اصناف الزهور ، تنمو ، وتزدهر وتقاوم في فصل الصيف الساخن .. اما سياج القصر ، فالطلاء السريع ، وبلونه الباهت ، يبين للرائي فقر التنفيذ ، وفقدان الذوق .. وتاتي عملية البحث عن مترجم ، وفقدان لاقطات الصوت التي احتاجها الضيف الفرنسي الكبير .. لتكشف لنا ، ضآلة الاستعدادات ، وتخلفها ، مما سببت احراجات مخجلة للجميع .. ضيوفا ومستقبلين .
واذا كان .. هذا الذي حدث في قصر السلام ، وفي اقامة الرئيس برهم صالح ..الذي عاش في بريطانيا ، وكان قريبا و مطلعا على بروتوكلات العائلة المالكة في بريطانيا .. فكيف الحال مع الذين لم يطلعوا على اساليب البروتوكولات في الدول المتحضرة ..؟
ان هذه الاستعدادات السريعة البائسة ، وغير الموفقة ، لاتنسجم وتاريخ ومكانة العراق ، علما ان الزيارة قد اعلن عنها قبل ايام ، ولم تكن مفاجئة .
اعتقد ان القائمين على تنفيذ مراسيم الاستقبال .. بحاجة الى تدريب متواصل ، واعادة تاهيل ، واستيعاب مفهوم البروتوكول وتعليماته ، وشروطه . . فالحفاوة وحسن الاستقبال .. لاتكفي .. والكلمات الانشائية الطويلة .. لا توفي .
الثابت .. ان الرئاسات الثلاث بحاجة سريعة .. لتطوير كوادرها .. وتثبيت اركانها ، وان لايتم التعيين في اماكن مهمة وحساسة على اساس ذوي القرابة .. والاقربون اولى ( بالمسكوف ) .. وهذا ابن عمي .. وهذا ابن خالي .. وهذا من ربعي .. وهذا من حزبي .. وان يكون التعيين حصرا ، من ذوي الاختصاص ، من خريجي اقسام العلاقات العامة ، والجامعات التي تهتم بتطور البروتوكول وفروعه ، وانساقه .