برنامج سبعة أيام بصمة على الأثير
فاتح عبدالسلام
كانت البرامج التلفزيونية تمر سريعاً ولا تزال، في حين كان برنامج سبعة أيام يمكث أمام العين والوجدان ومن ثم الرأي والتعليق أكثر من يوم . لكننا لم نعد نرى هذا البرنامج من قناة بي بي سي التي أصبح بجلسائه الأربعة أو الخمسة عنواناً لا يستهان من عناوين التعددية التي تفخر بها هذه المحطة البريطانية العربية المتألقة.
يحزن الإعلامي على انطفاء هذا الضوء في ثريا الأنوار التي من المفترض أن تظل بي بي سي تفخر بوجودها وتعمل على تنمية نورها وزيادة انتشاره .
برامج الصحافة العربية المكتوبة في التلفزيونات العربية كثيرة لكنها ظلت تراوح بين العنوان الومضة أو الاختيارات السيئة والركود في الاخراج والتنفيذ حتى جاء برنامج سبعة ايام عبر إطلالة الاعلامي اللامع عرفان عرب ليكون بصمة على الأثير المرئي والمسموع أيضاً من خلال إعادة الحلقات إذاعياً.
كنت أتوقع نهاية البرنامج منذ التغييرات في السنة الأخيرة بطريقة التقديم وشخوصه ، حيث شعرت كمراقب اعلامي ليس أكثر أن هناك يداً تحاول كسر شخصية البرنامج، أليس لكل شيء شخصية؟ هذا البرنامج كاد ينطق بمعاناته من دون لسان بعد أن تحول عبر الحلقات الاخيرة الى ملء فراغ لكن السبب لا يكمن في فكرة البرنامج ولا في مقدمه المؤسس والمثابر الذي عرف المشاهدون من خلاله هذه الإطلالة الإعلامية المتنوعة والغنية غالباً.
خسرنا برنامجاً أحببناه كان يجتهد في عرض الصحافة العربية في لندن وبعض الدول العربية بما يعطي لمحة حركية عن المشهد الاعلامي. كان للبرنامج أخطاء أو هي هنات يرتكبها المشاركون والمعدون جميعا ً لكنها ليست ظاهرة ولوكان البرنامج لايزال موجوداً لتحدثت عنها بحرية ، لكنني وأنا أشيع حزيناً هذه الإطلالة الفقيدة الجميلة الى مثواها الأخير أعلم أن ليس على الانسان إلا أن يذكر محاسن موتاه.
رئيس التحرير
لندن
