برلمان ايام زمان كان النواب من شيوخ العشائر والاقطاعيين وقلة من اصحاب الشهادات الاكاديمية المؤازرين لنوري السعيد الحاكم الفعلي للعراق ومنفذ سياسة الغرب في داخل العراق وعلاقاته مع الدول الاخرى العربية والاجنبية وهكذا كانت تركيبة مجلس النواب هجينية فيها الاقطاعي والمحامي والطبيب وشيخ العشيرة المهم ان يكون من مؤيدي الباشا السعيد ولم تستطع القوى الوطنية السياسية المعارضة فرض وجودها في مجلس النواب للتزوير المكشوف للانتخابات وملاحقة العناصر الوطنية التي كانت تسعى الى ازاحة العناصر الرجعية والعميلة للغرب ، كان اعضاء المجلس في الانتخابات قبل ثورة 14 تموز الخالدة 148 عضوا فاز منهم بالتزكية 118 ؟؟؟ وحينما كان يجري تصويت على مسألة معينة كانت ترفع الايدي مع كلمة (موافج) ، في احد التصويتات رفع الجميع ايديهم مع كلمة (موافج) الا احدهم كان مشغولاً عما يجري من مناقشة في المجلس فصاح رئيس المجلس عليه شتكول شيخ اشو انت ماعرفنه رأيك ؟
اجاب شكول والله ما ادري شلون دخلوا هذا الميز في هذي القاعة ؟ شكول والله ما ادري (وكان في القاعة منضدة كبيرة والباب صغيرة مثل باقي ابواب الغرف) فلم يجد الشيخ النائب تفسيراً لدخول ذلك الميز الكبير من هذه الباب الصغيرة ، وكان قسم منهم ياخذله غفوه على برد الهوى لان مجلس النواب كان علشط ، و المهم انهم كانوا يمثلون انفسهم في المجلس وياخذون نصيبهم وانتهت تلك المدة ودخل البلد في حالة الثورية وتغير النظام من ملكي الى جمهوري وافتقد الشعب وجود مجلس لنواب الشعب غير ان النظام البعثي اراد ان يضفي الشرعية والديمقراطية على نظامه فأوجد ما سمي بالمجلس الوطني وللحقيقة ان العناصر التي كانت فيه منضبطة لانها ذات توجه واحد يمثل فكر السلطة وجميعهم من حزب البعث الحاكم.
اما ماحصل بعد 45 عاما فقد جرت انتخابات للبرلمان ولكن على طريقة الكوشر (السلة) فلم يعد السيد النائب الجديد بحاجة الى الاصوات المطلوبة للوصول الى البرلمان وانما المهم ان يكون ضمن القائمة التابعة للكتلة الفلانية وحصل ما كان يحصل في تلك السنين العجاف بل اكثر من ذلك فأكثر من ثلث اعضاء البرلمان يقضون اوقاتهم خارج العراق مع عوائلهم او في المنتجعات والمناطق السياحية بالوقت الذي تجري انهار الدم العراقي كل يوم واخرين يتسامرون في بوفية البرلمان او مشغولون في الموبايل …. فقط لا يستعملون المكسرات لقضاء الوقت ومسموح بالمسامرات بين هذا وذاك وكانهم في قاعة احتفالات او ندوة فنية او مشاهدة مسرحية وحينما يجري التصويت على موضوع معين فأن (الموافج) تكون تبعا لرئيس الكتلة البرلمانية بل ذهب الامر اكبر من ذلك فأن اعضاء الكتلة التي لا يروق لها التصويت على مشروع معين تنسحب خارج القاعة لانهم لا يريدون يعرفون نتيجة المبارات وعدد الاهداف التي سجلها الفريق الاخر … ولا ندري هل سيكون المجلس القادم صــورة مشابهة لما ســــــبقه من دورتين ؟؟؟
نأمل من شعبنا ان ينتصر ويزيح امــــــثال هذه العناصر الطفيلية التي لا يهمها الا مصالحها الشخصية والاستحواذ على ما يمكنها من الاستحواذ عليه من السحت الحرام
خالد العاني – القاهرة