برد العجوز
يتدوال العراقيون الامثال ويحفظونها ،لانها سهلة الحفظ وتودي معنى الاطناب، كما ان الامثال عند العرب له من الاهتمام الشيء الكثير ، اذ ان هناك عشرات الكتب في الامثال ، فالمثل عند العرب يراد به الشبه ، يقال هذا مثل ذلك،اي شبهه.يقول الراغب الاصفهاني :المثل على وجهين احدهما بمعنى المثل نحو الشبه، وقد يعبر بها عن وصف الشيء نحو قوله تعالى (مثل الجنة)والثانية المشابهة لغيره في معنى من المعاني، اي معنى كان ، وهو اعم الالفاظ الموضوعة للمشابهة، ويقول المرزوقي :ا لمثل جملة من القول مقتضبة من اصلها او مرسلة بذاتها تتسم بالقبول وتشتهر بالتدوال ..ويقول ابن رشيق في كتابه العمدة: ان المثل سمى مثلا لانه ماثل لخاطر الانسان ابد يتأسى به.. والمثل لابد ان يتصف بثلاث صفات ،ايجاز اللفظ واصابة المعنى وحسن التشبيه ..كان لابد من هذه المقدمة لتعريف القارئ الكريم بمعنى المثل عند العرب .وفي العراق والبلدان العربية الاخرى امثال مشهورة جدا ، وقد لايعرف البعض ان لهذه الامثال قصص مشهورة عند العرب،واخترت اليوم للقارئ الكريم هذا المثل لشهرته وكثرة تدواله في العراق ولانه علامة من علامات الشتاء اشتهر وذاع صيته في الافاق ،وبرد العجوز تسمية يطلق على اواخر الشتاء وتأتي في نهاية فصل الشتاء على شكل موجة باردة تسمر 7ايام او 8والاصل في التسمية يعود الى روايتين الاولى ..يروى ان عجوزا كاهنة من العرب كانت تخبر قومها ببرد يقع في اواخر الشتاء، فلم يكترثوا لقولها ،وجزوا اغنامهم واثقين باقبال الربيع ،فلم يلبثوا الا مديدة ،حتى وقع برد شديد اهلك الزرع والضرع فقالوا هذا برد العجوز .. والرواية الثانيه تقول: ان عجوزا كانت بالجاهلية ولها ثمانية اولاد بنين، فسالتهم ان يزوجوها ، ولحت عليهم فتأمروا بينهم ،وقالوا لها ان كنت كما انك شابة فابرزي نفسك للهواء ،والزمان شتاء وبرزت للهواء فلما اصبحت قالت :ايها بني انني لناكحة وان ابيتم انني لجامحة ..هان عليكم مالقيت البارحة .فقالوا لها :لابد ان تنجزي وعدكِ، في الليالي السبع ففعلت وماتت في الليلة السابعة ونسب اليها برد الايام الثمانية واسماؤها الصن،الصنبر،الوبر، وآمر، ومؤتمر ،ومعلل،(مطفئ الجمر) ومكفئ الظعن …ولابن المعتز شعر في ذلك يقول فيه :جمد برد العجوز في كوز ماء – وأطفا نيران مجمرها …ولابن الرومي ايضا شعر في برد العجوز يقول فيه :كنت عندالامير ايده الله – لامر وذاك في تموز – فتغنى فهزني البرد – خلت اني في وسط برد العجوز
عباس عدنان مالية -خانقين