بداية أزمة أم معضلة جديدة ؟
منذ ان وعينا على هذه الدنيا ومشينا على وجه هذا الكوكب في دولة العراق ونحن لم نشم طعم الراحة بل لم نحصل على ابسط الحقوق المتعارف عليها بالعالم بل كانت الامور تتدهور يوما بعد يوم وتسيء كلما تقدم بنا العمر.
وكنا ننتظر الفرج منذ ان تحولت الملكية الى جمهورية بانقلاب عسكري كنا نتوقع التغيير سيكون لصالح المواطن بعد السنوات الكالحة التي اعقبت التغيرات الكبيرة و معطيات الثورة، وبعد تصفيات جسام وتغيير في الساسة المتمسكين بزمام الامور، راح الطيش يعبث بالعقول حتى تحولت منطقتنا الى ساحة للحروب حصدت شباباً بعمر الورد ، لايمكن لملايين الدولارات في كل الدنيا ان تعوضهم وبعد الاخطاء الفضيعة وضياع بلد البترول ، تحول العراق مرتعاً لكل مخابرات العالم ومنطقة خصبة لكل الفتن والقتل والتصفيات من كل ارجاء العالم، فصار البلد من بلد مسالم الى كتلة من نار وحديد ولا يمسك من شدة الفتن ولا تشم فية الا رائحها البارود فحصدت خيار الناس الذين يتمتعون بقمة في الاخلاق فخسرنا كل الاناس المتميزين الذين لايعوضون مهما انجبت الامة من رجال .
وبدا عهد جديد ليكون للمحتل الجزء الاكبر والمهم من الكعكة الكبيرة فية ،حتى لم يبق مكان للمواطن العراقي، فقتل من قتل وهجر من هجر ولم يبق شيء حتى ضاعات كل القيم والحقوق داخل موازين بلد يدعي انه يمارس الديمقراطية .
العراق الان يمر بمرحلة التفكك والضياع والاضطربات العميقة والانشقاق والتشرذم منذ الاطاحة بالنظام السابق ، حيث تتفاءل فيه كل يوم مساحات التفاؤل بتحقيق الاستقرار السياسي بما ينسحب تماما على الاستقرار الأمني ثم الاقتصادي، فكانت الفكرة تدمير البنية التحتية منذ الاحتلال والان تعود الحكومة بنفس العمل على المحافظات المتبقية .
والخاسر من كل ذلك في تأزم الاوضاع، هو الشعب ولا احد غيره يدفع بقاء الساسة على الكراسي، ومايحدث الان من هجرة بكل الاتجاهات ماهو الا ضغوط واضطهاد يمارس بحق المواطن البسيط من قبل جهات ام مرتبطة بالدولة او مرتبطة بدول خارجية واقليمية .
المشاكل تحطم كل المبادئ والقيم والان مشكلة كبرى تضرب بالبلد تحتاج جهوداً غير اعتيادية لحلها ولذلك يجب ان تكون القوى السياسية جادة بالفعل وليس مجرد كلام فقط ، كما يحصل في كل مرة، كما يحتم الواجب على الجميع عدم ترك اي صوت حتى لو كان بسيطاً يطالب بحقه، لان المشكلة اكبر من تشكيل حكومة فقط ، والاسراع في الحصول على المناصب لان الكل يعلم من اضاع الحروف والنقاط واوصل الحال الى ماهو علية، الواجب ان تترجم الحلول وتتضافر الجهود لوضع اساس لحقوق كل المكونات بدون استثناء، والا ستكون معضلة لايمكن حلها الا بتغيير جذري للحكومة الجديدة بعمل عسكري بمساندة قوة امريكية تعمل على طي الصفحة القديمة والبدء بمرحلة تقلب كل الموازين للمصالح العالمية مع النظر للشعب المسكين المضطهد.
وليد عباس