![]() © ا ف ب/AFP مانديل نغان |
واشنطن -الزمان -(أ ف ب) – في خطاب اتّسم بنبرة هجومية غير مسبوقة، اتّهم الرئيس الأميركي جو بايدن بعد عام من الهجوم على الكابيتول سلفه دونالد ترامب الخميس بمحاولة “منع الانتقال السلمي للسلطة” متعهدًا عدم السماح لأي كان بـ”طعن الديموقراطية” الأميركية.
واعتبر دونالد ترامب أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس في إحياء ذكرى مرور عام على هجوم الكابيتول ليس إلا “مسرحية سياسية” لصرف الأنظار عن “فشله”.
وقال ترامب في بيان إن بايدن “استخدم اسمي اليوم في محاولة لتعميق الانقسام في الولايات المتحدة. هذه المسرحية السياسية ليست إلا محاولة لصرف الأنظار عن حقيقة أن بايدن فشل بشكل تام وكامل”.
من مقرّ الكابيتول حيث حاول الآلاف من أنصار دونالد ترامب قبل عام منع المصادقة على فوزه في الرئاسة، شنّ الرئيس الديموقراطي (69 عامًا) هجومًا ممنهجًا على ترامب، بدون لفظ اسمه مستخدمًا عبارة “الرئيس السابق” أو “الرئيس السابق الخاسر” الكفيلة بإثارة غضب الملياردير الجمهوري.
واتّهم بايدن سلفه بأنه “حاول منع الانتقال السلمي للسلطة” أثناء “تمرّد مسلّح” في السادس من كانون الثاني/يناير 2021.
وقال الرئيس الذي لم يشنّ يومًا هجومًا مباشرًا إلى هذه الدرجة على ترامب، إن “رئيس الولايات المتحدة السابق اختلق ونشر شبكة من الأكاذيب عن انتخابات 2020، قام بذلك لأنه يثمّن السلطة على المبادئ، لأنه يرى أن مصلحته الشخصية أهم من مصلحة بلده”، مضيفًا أن “غروره المجروح أهم بالنسبة إليه من ديموقراطيتنا”.
سارع ترامب للردّ على بايدن، فاعتبر في بيان أن خطاب خلفه الذي تراجعت شعبيته إلى مستوى منخفض جدًا، ليس إلا “مسرحية سياسية” لصرف الأنظار عن “فشله”.
وحذر بايدن في خطابه من أنه “علينا أن نقرر اليوم أي أمة سنكون. هل سنكون أمة تقبل بأن يصبح العنف السياسي هو القاعدة؟ هل سنكون أمة تسمح لمسؤولين رسميين محازبين بأن يطيحوا الرغبة التي عبر عنها الشعب بشكل قانوني؟ هل سنكون أمة لا تعيش في ضوء الحقيقة إنما في ظل الكذب؟”
وأضاف الرئيس الأميركي “لا يمكننا تحمل أن نصبح أمة من هذا النوع”، معتبرًا أن الولايات المتحدة تخوض في الداخل وفي الخارج “معركة بين الديموقراطية والاستبداد”.
وتابع “لم أسعَ لخوض هذه المعركة”، في حين أن 55 % فقط من الأميركيين يعتبرون أن بايدن هو الفائز الشرعي في الانتخابات الأخيرة، وفق استطلاع للرأي أُجري أخيرًا.
– “طعن الديموقراطية” –
وقال بايدن “لن أسمح لأي كان بطعن الديموقراطية. سأصمد أمام هذا الخرق وسأدافع عن هذه الأمّة”.
ويشكل هذا الخطاب منعطفًا، وكأن بايدن اختار إعطاء طابع أكثر عدائية لولايته بعدما كان يريدها في البداية تصالحية، عبر معاملة ترامب وأنصاره الأكثر شراسةً باحتقار.
إلا أن المصالحة تبدو بعيدة جدًا إذ إن ذكرى السادس من كانون الثاني/يناير البعيدة كلّ البعد عن كونها لحظة وحدة وطنية، عكست الخميس الانقسامات السياسية العميقة في الولايات المتحدة.
فقد نشر زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل بيانًا اتّهم فيه الديموقراطيين ب”استغلال” سياسي لذكرى الهجوم على مقر الكونغرس “للترويج لأهداف سياسية حزبية كانت موجودة قبل هذا الحدث” واصفا السادس من كانون الثاني/يناير 2021 على أنه “يوم قاتم للكونغرس ولبلادنا”.
وألغى ترامب مؤتمرًا صحافيًا كان مقررًا الخميس من دارته الفاخرة في فلوريدا.
إلا أن الرئيس الجمهوري السابق لم يغيّر لهجته الهجومية ووصف مرة جديدة فوز بايدن بأنه “مزوّرًا”، في اتّهام لطالما أطلقه بدون تقديم أي دليل يثبته.
يحتفظ الملياردير بنفوذ كبير جدًا في الحزب الجمهوري.
من جانب الجمهوريين، قلة هم الذين يجرؤون على انتقاد ترامب بشكل علني، على غرار السيناتور الجمهوري ميت رومني. وكتب هذا المعارض علنًا لترامب على توتير الخميس “نعرّض أنفسنا للخطر عبر تجاهل دروس السادس من كانون الثاني/يناير. الديموقراطية هشّة: لا يمكن أن تستمرّ من دون قادة صادقين وشجعان يهتمّون بصلابة جمهوريتنا أكثر مما يهتمّون بالفوز في الانتخابات المقبلة”.