جدة-(أ ف ب) – أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن لقادة الخليج ودول عربية أخرى في جدة السبت أن واشنطن “لن تتخلى” عن الشرق الأوسط حيث تلعب منذ عقود دورا سياسيا وعسكريا محوريا، وأنّها لن تسمح بوجود فراغ تملؤه قوى أخرى.
وقال بايدن في لقاء قمة مع قادة مجلس التعاون الخليجي والعراق والأردن ومصر في ختام زيارة إلى الشرق الأوسط “لن نتخلى (عن الشرق الأوسط) ولن نترك فراغًا تملؤه الصين أو روسيا أو إيران”.
وأضاف بايدن “اسمحوا لي أن أختتم بتلخيص كل هذا في جملة واحدة: الولايات المتحدة ملتزمة ببناء مستقبل إيجابي في المنطقة، بالشراكة معكم جميعًا، ولن تغادر”.
وأكد “ستدعم الولايات المتحدة وتعزز الشراكات مع الدول المنخرطة في النظام الدولي القائم على القوانين. سنضمن أن هذه الدول يمكنها الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الخارجية”.
وعلى مدى أكثر من سبعة عقود، لعبت الولايات المتحدة دورًا محوريا في الشرق الأوسط الذي تمزّقه الصراعات، وعملت بشكل خاص على حماية دول الخليج الغنية بالنفط ضد تهديدات جماعات مسلحة ودول، على رأسها إيران.
غير أنّ الولايات المتحدة بدأت في السنوات الاخيرة الحد من انخراطها العسكري في المنطقة، حتى عندما تعرّضت السعودية لهجمات، وخصوصا منشآت شركة أرامكو النفطية العملاقة من قبل المتمردين اليمنيين المتحالفين مع طهران في عام 2019.
وكشف الغزو الروسي لأوكرانيا عن شرخ في العلاقة كان مستبعدا حتى الأمس القريب بين الولايات المتحدة ودول خليجية في مقدّمها السعودية والامارات اللتين تسعيان لإبراز استقلالية دبلوماسية على الساحة الدولية.
ولم يصدر عن دول الخليج مواقف مؤيدة لإدارة الرئيس جو بايدن في حملة العقوبات الشديدة التي حاصرت بها موسكو، من الطاقة إلى الدبلوماسية.
ووفقا لمحللين، فإنّ الموقف منبثق من مجموعة من الخلافات بما في ذلك تلك المتعلقة بجريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي على أيدي سعوديين في تركيا.
وأثار مقتل الصحافي في 2018 غضبًا دوليًا، فيما خلصت أجهزة الاستخبارات الأميركيّة إلى أنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وافق على العمليّة بحقّ الكاتب الذي كان ينشر مقالات معارضة له في صحيفة “واشنطن بوست” الأميركيّة.
لكنّ المسؤولين السعوديّين ينفون تورّط ولي العهد ويقولون إنّ مقتل خاشقجي نتج من عمليّة نفّذها عناصر “مارقون”.
وقال بايدن مساء الجمعة بعد لقاء مع الأمير محمد إنّه أثار هذه المسألة في بداية الاجتماع، مضيفًا “ما حدث لخاشقجي كان أمرًا فظيعًا (…) قلتُ بوضوح إنّه إذا حدث أمر مماثل مجدّدًا، سيكون هناك ردّ وأكثر من ذلك”. لكنّ بايدن لم يُحدّد ما الذي قصده تحديدًا بـ”الردّ”.
وخلال القمة مع دول الخليج ومصر والاردن والعراق، قال بايدن “المستقبل للبلدان التي تطلق العنان للإمكانات الكاملة لسكانها (…) حيث يمكن للمواطنين استجواب وانتقاد القادة دون خوف من الانتقام”، فيما كان يتعرّض لانتقادات على خلفية لقائه مع ولي العهد.
من جهته، قال بن سلمان في بداية الاجتماع أنّه يأمل “أن تؤسس القمة لعهد جديد من التعاون المشترك لتعميق الشراكة الاستراتيجية بين دولنا والولايات المتحدة الأميركية لخدمة مصالحنا المشتركة وتعزيز الأمن والتنمية في هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع”.