في الصورة ريما دودين، اردنية فلسطينية الاصول، في فريق ادارة الرئيس المنتخب جو بايدن
واشنطن- مرسي ابو طوق
ويلمينغتون، كارولاينا الشمالية- أ ف ب :
اجمع اركان اساسيون في الحكومة الامريكية الجديدة امس على التبشير بمباشرة الولايات المتحدة مرحلة جديدة من التعددية في العالم تستدعي التعاون اكثر من التفرد ،
في حين اكد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الثلاثاء في ويلمينغتون أن الولايات المتحدة «جاهزة لقيادة العالم»، وذلك خلال تقديمه اعضاء الفريق الدبلوماسي والأمني في حكومته المقبلة.
وقال بايدن «إنه فريق يعكس أن أميركا عادت، وهي جاهزة لقيادة العالم وعدم الانسحاب منه». وحرص جميع أعضاء حكومته المقبلة على إعادة تأكيد الدور القيادي للولايات المتحدة على الساحة الدولية، ووعدوا بالتخلي عن الانعزالية التي طبعت فترة دونالد ترامب. إذ قال وزير الخارجية المقبل انتوني بلينكن «لا يمكننا بمفردنا أن نعالج مشكلات العالم، علينا أن نعمل مع الدول الاخرى»، مشددا على الحاجة الى «التعاون» و»الشراكة».
وأضاف «الآن علينا أن نتصرف بتواضع وثقة». واكدت السفيرة الاميركية المقبلة لدى الامم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد «عودة تعددية الاقطاب وعودة الدبلوماسية». وقالت «اليوم، أفكر في الشعب الاميركي، في زملائي الدبلوماسيين وموظفي القطاع العام في العالم أجمع. أود ان اقول لكم إن اميركا عادت، إن تعددية الاقطاب عادت، إن الدبلوماسية عادت». ولفتت نائبة الرئيس المنتخب كمالا هاريس إلى أن المهمة ستكون صعبة. وقالت «سيتعين علينا إعادة جمع وتجديد تحالفات أميركا، وإعادة بناء وتعزيز مؤسسات الأمن القومي والسياسة الخارجية التي تحافظ على أمننا وتدافع عن مصالحنا الوطنية، والتصدي للتهديد الوجودي للتغير المناخي الذي يعرضنا جميعًا للخطر».
وأشار جو بايدن إلى «تصميمه» على مكافحة تغير المناخ، لدى تقديم مبعوثه الخاص المسؤول عن هذه القضية، جون كيري. وقال «أود أن اكون واضحا. لا اقلل للحظة واحدة من حجم الصعوبات أمام الوفاء بالتزاماتي الشجاعة بهدف مكافحة التبدل المناخي. ولكن في الوقت نفسه، ينبغي ألا يقلل أحد للحظة واحدة من عزمي على القيام بذلك».
بدوره، اعتبر كيري أن اتفاق باريس للمناخ الذي وقع في 2015 «ليس كافيا وحده»، داعيا من سيشاركون في مؤتمر الامم المتحدة «كوب26» في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 في غلاسكو الى «أن نتحلى معا بطموح أكبر، والا سنخفق جميعا معا».
وقال بايدن «أود أن اكون واضحا. لا اقلل للحظة واحدة من حجم الصعوبات أمام الوفاء بالتزاماتي الشجاعة بهدف مكافحة التبدل المناخي. ولكن في الوقت نفسه، ينبغي ألا يقلل أحد للحظة واحدة من عزمي على القيام بذلك».
بدوره، اعتبر كيري أن اتفاق باريس للمناخ الذي وقع في 2015 «ليس كافيا وحده»، داعيا من سيشاركون في مؤتمر الامم المتحدة «كوب26» في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 في غلاسكو الى «أن نتحلى معا بطموح أكبر، والا سنخفق جميعا معا». ومع قوله إنه يريد إعطاء مكانة أكبر للنساء والأقليات، عين نائب الرئيس السابق باراك أوباما بالفعل العديد من الرواد، مع تسليم الأمن الداخلي لأليخاندرو مايوركاس أول أميركي من أصل أميركي لاتيني يتولى المنصب، وتعيين أفريل هينز، أول امرأة على رأس أجهزة المخابرات. على المنصة وقف مع الفريق جيك سوليفان المقرب من بايدن الذي عينه مستشارًا للأمن القومي.
وهو يخطط، وفقًا لمصدر مقرب منه، لتعيين جانيت يلين وزيرة للخزانة بعد أن تولت سابقاً رئاسة البنك المركزي، وهو منصب شغله على الدوام رجال.
وباختيار هذه الشخصيات المؤهلة والقديرة، وبدون أن يكون لذلك وقع المفاجأة، يشير جو بايدن إلى العودة إلى السياسة الأميركية التقليدية، خلافا لترامب الذي كان حديث العهد بالسياسة عندما وصل إلى واشنطن وقد وعد بأن إدارته لن تكون كسابقاتها.
- الاطلاع على الملفات الحساسة -
بعد أكثر من أسبوعين من إعلان فوز الديموقراطي، وبعد إنكاره الهزيمة، فتح ترامب بإرساله تغريدة مساء الاثنين، الباب أخيرًا لعملية الانتقال إلى رئاسة بايدن.
مع ذلك، لم يعترف حتى الآن بهزيمته وتوعد بمواصلة «المعركة» أمام القضاء حيث يمنى بالانتكاسة تلو الأخرى في محاولته للطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية في 3 تشرين الثاني/نوفمبر.
وقبل تغريدة ترامب، كانت الهيئة المكلفة تنفيذ بروتوكول الانتقال قد أرسلت رسالة تخبر فيها جو بايدن أنها بدأت أخيرًا مجريات نقل السلطة، في قرار «مستقل». وهذا يعني أنها لم تتصرف بأمر من الرئيس المنتهية ولايته، ولكن بعد المصادقة على النتائج في عدة ولايات رئيسية والانتكاسات التي مني بها فريق ترامب في المحاكم.
بعد ميشيغن الاثنين، أقرت ولاية بنسلفانيا بدورها بفوز جو بايدن الثلاثاء، لتوجه صفعة جديدة لترامب.
وفي الواقع العملي، فإن الضوء الأخضر للهيئة يحرر الأموال لفريق بايدن لتنظيم نفسه ويفتح أمام باب إدارة ترامب لبدء التنسيق حول الموضوعات الساخنة مثل حملة التطعيم القادمة ضد كوفيد-19 الذي أودى بحياة أكثر من 258 ألف شخص في الولايات المتحدة.
والنقطة الحاسمة أن جو بايدن سيتمكن أخيرًا من الوصول إلى المعلومات المصنفة سرية.
وعبر فريقه عن ارتياحه لأنه تمكن أخيرًا من بدء «انتقال سلمي وسلس للسلطة».
أما دونالد ترامب الذي يبدو أن عزلته تزداد بين الجمهوريين بسبب محاولته إنكار الهزيمة، فتدخل للإشادة بأداء بورصة نيويورك وتسجيل مؤشر داو جونز رقماً قياسياً متجاوزاً لأول مرة عتبة 30 ألف نقطة الرمزية، والترحيب بالتقدم المحرز للحصول على لقاح ضد كوفيد-19.
وبدون أن يتطرق إلى الانتخابات، قال وبقربه نائبه مايك بنس قبل مغادرة قاعة الصحافة في البيت الابيض «أريد أن أهنئ شعب بلادنا، لأنه ليس هناك شعب مثلنا».