انتشار أمني في واشنطن مع توقعات لتظاهرات ترامبية مسلحة
واشنطن – مرسي ابو طوق
قامت السلطات الفيدرالية باغلاق الشوارع على بعد أميال من مقر التنصيب الرئاسي المقرر لتسلم جو بايدن الرئاسة، وذلك بنشر الحواجز الخرسانية والحديدية، وانتشر الحرس الوطني بقوات عديدها 20 ألف جندي في واشنطن. وحذر مكتب التحقيقات الفيدرالي من مسيرات مسلحة يحضر لها أنصار ترامب.
وتأتي هذه الأجراءات الأمنية بعد أسبوع أصبح فيه ترامب أول رئيس أمريكي يحال على المحاكمة البرلمانية مرتين من أجل عزله. ويحاكم هذه المرة أمام مجلس الشيوخ بتهمة «التحريض على التمرد» في أعمال العنف الأخيرة.
ولن تصل لائحة التهم الموجهة لترامب إلى مجلس الشيوخ إلا يوم الثلاثاء، أي يوما واحدا قبل مغادرته البيت الأبيض. ولكن لا يعرف متى تتم المحاكمة.
و أعلن الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن أنه سيوقع في اليوم الأول من رئاسته سلسلة من الأوامر التنفيذية، في وقت تم حشد عناصر الشرطة في كل انحاء الولايات المتحدة استعدادا ليوم انتقال السلطة الأربعاء المقبل.
وتتعلق تلك الأوامر التنفيذية بالتصدي لجائحة كوفيد-19 وتدهور الاقتصاد الأميركي واللامساواة العرقية والتغيّر المناخي، وفق ما أعلن رون كلين أحد كبار مستشاري بايدن، وهي «أزمات تستوجب تحركاً عاجلاً»، موضحا أن بايدن يريد التصرف بسرعة «لإعادة مكانة أميركا في العالم».
وقال كلين الذي سيتولى منصب كبير موظفي البيت الأبيض إن «الرئيس المنتخب بايدن سيتحرك ليس فقط من أجل إصلاح الأضرار الأكثر خطورةً التي تسببت بها حكومة (الرئيس دونالد) ترامب، لكن أيضاً من أجل فتح المجال أمام البلاد للتقدم»، مشيراً إلى نية الرئيس الجديد إعادة بلاده إلى اتفاق باريس للمناخ.
تزامناً، بدأ العمل باجراءات أمنية هائلة في واشنطن وكذلك في عواصم عدة ولايات خشية من أعمال عنف من جانب مؤيدي دونالد ترامب يوم التنصيب الأربعاء.
وبتوليه الرئاسة الأميركية خلفا لدونالد ترامب، يرث بايدن مجموعة من التحديات الكبرى.
وتتّجه الولايات المتحدة سريعا نحو تسجيل 400 ألف وفاة بكوفيد-19 وأكثر من مليون إصابة أسبوعيا، مع تفش خارج عن السيطرة لفيروس كورونا المستجد.
ويرزح الاقتصاد تحت وطأة تداعيات الجائحة التي تسببت بإلغاء عشرة ملايين وظيفة، كما يواجه المستهلكون الأميركيون والشركات صعوبات معيشية.
وهذا الأسبوع كشف بايدن خطة لتحفيز الاقتصاد بقيمة 1,9 تريليون دولار عبر تقديمات مالية وغيرها من المساعدات الهادفة لإخراج الولايات المتحدة من أسوأ أزماتها منذ الثلاثينات، تليها في الأسابيع المقبلة خطة استثمارات من أجل إعادة إطلاق عجلة الاقتصاد. تشمل الاجراءات تقديم شيكات للأسر وتمويلات من أجل إعادة فتح المدارس وأخرى لتحفيز إجراء فحوص وتسريع عملية التلقيح، وتأمين سيولة للشركات الصغرى ودعماً غذائياً معززاً، وهي بذلك تستجيب للمشاكل الطارئة وتمنع البلاد من السقوط أكثر في الأزمة.
ويعتزم الرئيس المنتخب تمديد المهل النهائية للطرد من البيوت أو وضع اليد عليها بسبب الأزمة المرتبطة بالوباء.
ومن أجل زيادة تحصين الأميركيين ضد الوباء، يريد بايدن إنشاء مراكز تلقيح محلية وتعزيز التعاون بين السلطة الفدرالية والولايات وزيادة حملات الوقاية.
وسيصدر الرئيس الـ46 للولايات المتحدة مرسوماً يجعل من وضع الكمامة في المقرات والأماكن التابعة للدولة الفدرالية أمراً إلزامياً وكذلك عند التنقل بين الولايات.
ويقضي أحد المراسيم الـ12 المعلن عنها برفع منع دخول الأراضي الأميركية عن مواطني عدة دول ذات غالبية مسلمة، الذي فرضه تر امب بعد أيام فقط من توليه منصب العام 2017.
وتبني هذه الاجراءات الأولى عبر مراسيم يسمح للرئيس الجديد بتفادي المرور عبر الكونغرس ولا سيما مجلس الشيوخ، الذي قد يكون عليه تكريس نفسه لإجراءات عزل ترامب.
و ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية أن الرئيس المنتخب جو بايدن سيصدر، في ساعة دخوله البيت الأبيض، عدداً من المراسيم الرئاسية ينأى فيها عن سياسات سلفه، ترامب، من بينها:
-إعادة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس للتغير المناخي من أجل تقليص انبعاثات الكربون
-إلغاء حظر الدخول المثير للجدل المفروض على القادمين إلى الولايات المتحدة من أغلب الدول الإسلامية
-فرض ارتداء الكمامة في المباني الحكومية وأثناء السفر بين الولايات
-تمديد تقييد إجراءات الطرد من المسكن أو الحجز عليها وطنيا بسبب وباء فيروس كورونا.
وتضيف التقارير بأن هذه الأوامر ما هي إلا جزء من خطته للأيام العشر الأولى من توليه السلطة.
ويتوقع أن يعرض الرئيس الجديد على البرلمان مشروع قانون الهجرة، وخطة قيمتها 1.9 مليار دولار لإنعاش الاقتصاد المتضرر من وباء فيروس كورونا.
وتعهدت إدارة بايدن بتوفير 100 مليون لقاح ضد مرض كوفيد -19 خلال 100 يوم من توليها السلطة، واصفة عملية التلقيح الحالية بأنها «فشل ذريع».
وقال مدير ديوان الرئيس الجديد، رون كلين، إن الرئيس المنتخب لن يكتفي بالتراجع عن سياسات ترامب وتبعاتها السيئة، بل سيعمل على دفع البلاد إلى الأمام».