باكستان أضعف إقتصاد في آسيا – غيداء العلي

باكستان أضعف إقتصاد في آسيا – غيداء العلي

تعتبر باكستان واحدة من اضعف دول آسيا اقتصادياً، و دولة من افقر الدول في القارة ويهدد الفقر الكثير من ابناء شعبها الذي يحتاج الى الجهود الكبيرة لانتشاله من الفقر.

الفيضانات الكارثية التي اجتاحت البلاد في تموز من عام  2022والتي ادت الى تدمير اراضي زراعية شاسعة من حيث المساحة والاحتياطي النقدي من العملة الصعبة الذي لا يشكل سوى اقل من خمسة مليارات دولار امريكي والتي بالكاد تكون كافية لاسبوعين او ثلاثة من التزامات الدولة بما يخص الاستيراد  هي عوامل او نُذر شؤم إن جاز التعبير على وقوع كارثة المجاعة خصوصاً وان حاجة باكستان وفقاً لتقارير خبراء الاقتصاد تقارب الخمسة وثلاثين مليار دولار.

في حقيقة الأمر قامت بعض الدول الغنية بناءاً على طلب الامين العام للامم المتحدة وكان مجموع ما تبرعت به هذه الدول هو عشرة مليارات دولار امريكي، اضافة الى ما تبرعت به كل من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة خلال هذا الشهر والذي بلغ مجموعه اربعة مليارات دولار امريكي.

اراض خصبة

توجد في باكستان اراض زراعية تعد الأكثر خصوبة لزراعة القمح في العالم، ومع ذلك يعانوا من نقص حاد في مادة دقيق القمح (الطحين) ولا يتمكنوا من استيراد مايكفي لسد حاجة الشعب، الامر الذي ادى الى ارتفاع سعره بنسبة  100بالمئة ? مقارنة بفترة ماقبل كارثة الفيضانات 2022.

(خفضت المحادثات مع صندوق النقد الدولي العملة الباكستانية (الروبية)إلى أدنى مستوى لها في ثلاثة أشهر، ونقلاً عن خبير في صرف العملات في 12كانون الثاني  2023القيمة العادلة للروبية الباكستانية هي قيمتها الآن في السوق السوداء عند 260- 270روبية مقابل الدولار الواحد، وان الحكومة أبقت العملة مبالغا فيها بشكل مصطنع، ويجب أن يسمح لقوى السوق بتحديد سعر الصرف الذي يفي بشرط صندوق النقد الدولي”.

اما البنك الدولي الذي سبق وان حذر من ركود عالمي، وفي  13كانون الثاني 2023  توقع ان يتباطأ النمو الاقتصادي الباكستاني لأكثر من 2 بالمئة خلال هذا العام وبإنخفاض نقطتين مئويتين عن تقديراته لشهر حزيران عام 2023.

(العذر الجديد هو تغير المناخ كما لو أن باكستان فقط هي التي تتأثر. يقول رئيس الوزراء شهباز شريف إن البلاد ستحتاج إلى 16.3 مليار دولار أمريكي على مدى السنوات الثلاث المقبلة للجهود الأولية لإعادة بناء وتحسين قدرتها على تحمل تغير المناخ).

اما رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف فقد تحجج باعذار غير مسؤولة لتبرير فشل حكومته في تجاوز محنة البلاد الاقتصادية اذ صرح قائلاً ان تغيير المناخ سيدفع بنا الى ان نكون محتاجين لما لا يقل عن ستة عشر مليار دولار امريكي على مدى السنوات الثلاث المقبلة للجهود الأولية لإعادة وتحسين قدرتها على مواجهة تغير المناخ ، كما لو أن باكستان هي الدولة الوحيدة في ألعالم التي ستواجه خطر التغيير المناخي.

 (دعا شريف عمران خان في وقت سابق إلى “التسول”. الآن يعيد خان نفس المجاملة. لقد تجول في العالم بوعاء التسول، والآن يسأل لماذا “أهدر” شريف المال عند الذهاب إلى مؤتمر جنيف حيث تم تقديم تعهدات بالمساعدات.)

ولا ينسى المتابعون للشأن الآسيوي بشكل عام والباكستاني بشكل خاص ان شهباز شريف قد سبق له واتهم رئيس الوزراء السابق عمران خان بالتسول، الا أن ظروف البلاد بعد الفيضانات ارغمته هو هذه المرة ان يقوم بذلك ، فقد تجول في عدة دول ومعه وعاء التسول.

و لربما يستمر هذا التسول ( حسب وصف شهباز شريف سابقاً) بغض النظر عمن يحكم باكستان الآن وليس هذا هو المهم وانما المهم فعلاً هو ان البلاد لا تعترف او تكترث بالأضرار التي تسبب فيها الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني لمنطقة جبال الهيمالايا الهشة في مدينة جيلجيت.

المزارعون الباكستانيون بدورهم اصبحوا مترددين في زيادة المساحة المزروعة بالقمح بسبب التأخير في الإعلان عن أسعار الدعم فهم يطالبون “بحالة طوارئ زراعية” بسبب نقص الأسمدة وضعف توقعات المحاصيل الزراعية.

الرأي العام السائد الآن عند بعض السياسيين وكذلك بين المزارعين في باكستان إنه بدلاً من زيادة الإنتاج المحلي للقمح فإن الحكومة تدعم مزارعي البلدان الأخرى من خلال شراء السلعة بأسعار أعلى من تلك التي يعرضها السوق المحلي.

حيث قال أحد المسؤولين في تقرير أن انخفاض الناتج الاقتصادي الباكستاني يؤدي أيضا إلى خفض معدل النمو الإقليمي. وتوقع أن يتحسن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الباكستاني إلى 3.2 في المائة في عام 2024 وهو ما سيكون أقل من التقدير السابق البالغ 4.2 في المائة.

فهل أن باكستان تعول على مشروع الحزام والطريق بصفته منقذاً وحيداً لاقتصادها والذي بسببه غضت الطرف عن دعم انتاجها المحلي؟

ام ان لها خططاً بديلة لهذا العام ؟ ام انها ستلحق سريلانكا وتكون مضطرة لبيع ميناءها للصين بسبب الازمة المالية تماماً كما باعت سريلانكا ميناء هامبانتوتا بسبب الدبون الصينية ؟

مشاركة