باريس أول المشاركين ودمشق تتعهد بالرد

باريس أول المشاركين ودمشق تتعهد بالرد
واشنطن تسعى لتحالف دولي والبرلمان البريطاني يصوت ضد الضربة
دمشق ــ واشنطن
لندن ــ برلين ــ باريس
طهران ــ الزمان
أعلن وزير الدفاع الأميركي، تشاك هاغل، امس، أن الولايات المتحدة لا تزال تسعى إلى تحالف دولي حول سوريا على الرغم من التصويت داخل مجلس العموم البريطاني ضد مشاركة لندن في أي عمل عسكري.
وقال هاغل في مؤتمر صحافي في مانيلا، إن لكل دولة مسؤولية اتخاذ قراراتها الخاصة ، وأضاف سنستمر بالتشاور مع البريطانيين كما نفعل مع كلّ حلفائنا وشركائنا .
وأشار إلى أن هدف الرئيس باراك أوباما هو أن يكون أي عمل حول سوريا نتيجة جهد وتعاون دولي .
وقال هاغل إن مقاربتنا هي الاستمرار في السعي إلى تحالف دولي يعمل مع بعضه .
وكان مجلس العموم البريطاني صوت ليل أمس الخميس على مذكرة تقدمت بها الحكومة لتبرير توجيه ضربة عسكرية الى سوريا رداً على اتهام النظام باستخدام اسلحة كيميائية، في ما اعتبر نكسة لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي تعهد الامتثال لإرادة النواب .
وسقطت المذكرة الحكومية البريطانية بعدما صوت ضدها 285 نائباً مقابل 272.
ورفض مجلس العموم البريطاني مساء الخميس السماح للحكومة بتوجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري ردا على استخدامه اسلحة كيميائية، في تصويت طغى عليه هاجس الخوف من تكرار السيناريو العراقي وشكل صفعة كبرى لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون.
واثر التصويت تعهد كاميرون احترام ارادة النواب. وقال اتضح لي ان البرلمان البريطاني، الذي يمثل آراء الشعب البريطاني، لا يريد تدخلا عسكريا بريطانيا. لقد اخذت علما بهذا الامر والحكومة ستتصرف بناء عليه ، مؤكدا التزامه احترام ارادة مجلس العموم الذي التأم في جلسة استثنائية بدعوة منه لبحث هذا الموضوع.
وأضاف كاميرون على وقع صيحات نواب المعارضة اؤمن بشدة بوجوب ان يكون هناك رد قوي على استخدام اسلحة كيميائية. ولكني اؤمن ايضا باحترام ارادة مجلس العموم .
ولاحقا اكد متحدث باسم رئاسة الوزراء لوكالة فرانس برس ان بريطانيا لن تشارك في اي عمل عسكري ضد سوريا، معززا بذلك فرضية تحرك عسكري اميركي احادي.
واثر التصويت ا اعلن البيت الابيض ان الرئيس باراك اوباما سيحدد قراره بشأن الملف السوري وفقا للمصالح الامريكية ، وذلك بعيد اعلان الرئاسة الامريكية ان اوباما يحتفظ بحقه في ان يتحرك بشكل احادي ضد النظام السوري، من دون الحاجة الى انتظار الامم المتحدة او حلفائه مثل بريطانيا.
ورفض مجلس العموم المذكرة الحكومية باكثرية ضئيلة، اذ صوت ضدها 285 نائبا مقابل 272 ايدوها. واذا كان نواب حزب العمال المعارض قد صوتوا ضد المذكرة فان عددا لا يستهان به من نواب حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء، بلغ 30 نائبا، انضموا الى هؤلاء وصوتوا ضد المذكرة الحكومية.
وسقطت المذكرة في عملية تصويت اختتمت سبع ساعات من النقاشات الحامية التي طغت عليها ذكريات التدخل العسكري في العراق في 2003 الذي استند يومها الى مزاعم بامتلاك نظام صدام حسين اسلحة دمار شامل سرعان ما ثبت عدم صحتها.
وكانت المعارضة العمالية اعلنت خلال النهار انها ستصوت ضد المذكرة، مطالبة بالمقابل بـ ادلة دامغة على استخدام نظام الرئيس السوري بشار الاسد اسلحة كيميائية قبل الحديث عن اي تدخل عسكري ضده.
وتعليقا على نتيجة التصويت قال زعيم حزب العمل إد ميليباند اعتقد ان مجلس العموم تحدث اليوم باسم الشعب البريطاني الذي قال انه لا يريد التسرع في الذهاب الى الحرب .
واضاف كنت مصصما على ان نتعلم دروس الماضي، بما فيها دروس العراق، وانا سعيد باننا اسمعنا رئيس الوزراء صوت العقل .
من جانبه اقر وزير الدفاع فيليب هاموند بان رئيس الوزراء اصيب بـ خيبة امل ، مؤكدا ان نتيجة التصويت ستكون لها حتما تداعيات على العلاقة المميزة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وقبل التصويت على المذكرة الحكومية صوت مجلس العموم على مذكرة مضادة تقدم بها حزب العمال تنص على وجوب ان يسبق اي قرار بشأن التدخل عسكريا في سوريا تقديم ادلة مقنعة على ان النظام السوري هو فعلا من استخدم السلاح الكيميائي في 21 آب»اغسطس في الغوطة بريف دمشق، الا ان هذه المذكرة سقطت بدورها.
وتنص المذكرة الحكومية التي سقطت على ادانة استخدام اسلحة كيميائية في سوريا في 21 اب»اغسطس 2013 من جانب نظام الاسد الامر الذي يتطلب ردا انسانيا قويا من جانب المجتمع الدولي قد يستدعي عند الضرورة عملا عسكريا يكون قانونيا ومتكافئا ويهدف الى انقاذ حياة الناس ويمنع اي استخدام مقبل لاسلحة كيميائية في سوريا .
ونصت المذكرة ايضا على انه في حال تم اقرارها فان هذا لا يعني ضوءا اخضر للبدء الفعلي بالتدخل العسكري، اذ لا بد من العودة مجددا الى مجلس العموم للحصول على موافقته على التدخل العسكري الفعلي وذلك بعد اعلان نتائج التحقيق الذي تجريه الامم المتحدة حول الهجوم الكيميائي المفترض في سوريا.
وخلال محاولاته الحثيثة لاقناع اعضاء مجلس العموم بالتصويت لصالح اقتراحه، اكد كاميرون امام النواب اقتناعه بان النظام السوري شن هجوما كيميائيا في 21 اب»اغسطس لكنه اقر بان مسؤولية هذا النظام عن الهجوم غير مؤكدة بنسبة مئة في المئة .
من جانبه علن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مقابلة نشرتها صحيفة لوموند امس ان رفض مجلس العموم البريطاني المشاركة في عملية عسكرية ضد سوريا لن يؤثر على موقف فرنسا الداعي الى تحرك متناسب وحازم ضد دمشق.
وقال هولاند ردا على سؤال عن امكانية التحرك ضد سوريا بدون بريطانيا ان كل بلد سيد قراره في المشاركة او عدم المشاركة في عملية. هذا ينطبق على بريطانيا كما على فرنسا .
واضاف ساجري محادثات معمقة مع الرئيس الامريكي باراك اوباما اليوم الجمعة .
على صعيد متصب اعلن وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي في مقابلة صحافية ان بلاده لن تشارك في عملية عسكرية في سوريا.
وقال فسترفيلي في مقابلة تنشرها صحيفة نوي اوسنابروكر تسايتونغ المحلية ا لم يطلب منا المشاركة في عملية عسكرية ضد نظام دمشق ولا نفكر مثل هذه المشاركة.
وكانت الحكومة الالمانية اعلنت منذ الاثنين انها ستوافق على رد دولي ضد نظام بشار الاسد وهذا ما اكدته ميركل مرارا هذا الاسبوع.
لكن الشكوك كانت تخيم حول مشاركة المانية محتملة وان كانت محدودة ضد سوريا.
وقال الوزير نصر على ان يتوصل مجلس الامن الدولي الى موقف مشترك وان ينهي المفتشون الدوليون عملهم في اسرع وقت ممكن . والخميس شددت المستشارة الالمانية على ان يدرس مجلس الامن الدولي تقرير المفتشين حول الاستخدام المفترض للاسلحة الكيميائية في ريف دمشق بعد ان اجرت اتصالات هاتفية مع الرئيسين الامريكي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين.
من جانبه اتهم رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، الولايات المتحدة الأمريكية بأنها أعدت سلفاً لهجومها المحتمل على سوريا، مثل الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان عام 2006.
ونسبت وكالة مهر الإيرانية للأنباء، امس، الى لاريجاني، قوله من المستحيل ان يكون الأمريكيون قد استعدوا خلال الأيام القليلة الماضية لإجراء عمليات عسكرية ضد سوريا، حيث انهم استعدوا لذلك منذ عدة اشهر.. وإجراء امريكا هذا هو على غرار حرب 33 يوماً الاسرائيلية على لبنان الذي خطط له سلفا .
واضاف أن تعامل الأمريكيين تجاه سوريا ملفت للنظر، حيث ادعوا انه استنادا الى الأدلة الفنية على أن الحكومة السورية استخدمت السلاح الكيمياوي، ولهذا السبب فانهم ليسوا بحاجة الى إذن من الأمم المتحدة لشن هجوم على سوريا.. وهذا الادعاء يبين انهم يعتبرون انفسهم شرطة دولية .
وقال لاريجاني إن اتهام الحكومة السورية باستخدام السلاح الكيمياوي مجرد ذريعة . من التوتر .
AZP02